أخطار الحصـــــاد قـــــديماً في كتـــــــاب «من عبـــــق التراث»

العدد: 9376

 الأحد-30-6-2019

 

يستعد غالبية الناس في القرى الريفية للدخول في أشقّ الأعمال وأصعبها وهو الحصاد الذي تختلف طبيعة العمل فيه عن بقية الأعمال الأخرى على مدار عام كامل وكثيراً ما يتعرض العاملون بالحصاد لإصابات مختلفة عديدة ومن هذه الإصابات «الوتّاب» أو العارض الذي أشار إليه الكاتب عيسى أبو علوش في كتابه: (من عبق التراث في جبال الساحل السوري) حيث أوضح أنه وبسبب تعرض الحصّاد لبرودة آخر الليل – حيث يمشون مدة ساعة أو أكثر ليصلوا إلى حقوقهم – وحرارة شمس النهار، فإنهم كثيراً ما كانوا يتعرضون لهذه الحالة التي تظهر أعراضها على شكل مغص شديد، مترافق بآلام حادّة في البطن، تؤدي إلى إسهال شديد، ثم إلى التقيؤ كل هذا يترافق مع التعرق المقترن بسخونة الجسم المتناوبة مع برودته حتى الرجفان، متواكبة مع الشعور بالضعف والارتخاء العام وقدّم المؤلف شرحاً عن ذلك قائلاً: كانوا يشجعون المصاب على التقيؤ ويحرّضونه بإعطائه أيّ مادة طعمها حامض وفي آخر الإقياء تخرج من جوفه مادة لونها أصفر، وطعمها مرّ، يسرّون عند رؤيتها ويقولون: هذا هو البرد قد خرج (والبرد في ثقافتهم سبب كل علة) وخروج البرد أولى علامات زوال الخطر والبدء بالتحسن لكن المريض يحتاج إلى بضعة أيام استراحة ليسترد عافيته ونشاطه، يتناول خلالها كثيراً من منقوع النعناع والحليب واللبن الرائب، وأنواع الشوربات السائلة مبتعداً عن تناول الطعام الثقيل أي الثقيل على المعدة كاللحوم والطبخ وحتى الخبز. وكذلك أشار المؤلف إلى حروق الجلد بفعل حرارة الشمس وهذه تسبب آلاماً جلدية منغصة تمنع المصاب من تحمّل ملابسه في مكان الإصابة، وكانت تعالج بدهن مكان الإصابة بزيت الزيتون فقط عدة مرات وينقل المصاب إلى بيته بطرق مختلفة، فإذا كانت إصابته خفيفة يعود ماشياً على قدميه أو راكباً على ظهور الرجال بالتناوب فيما بينهم وهذه تسمى (التزقيل) أو راكباً على ظهر دابة يسير إلى جانبيها رجلان يمسكان به لسنده وحفظ توازنه.

ندى كمال سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار