العـــــدد 9375
27 حزيــران 2019
كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اصطياد القرش على شواطئ جبلة، إذ إنه وللمرة الثانية خلال قرابة شهر تمّ اصطياد القرش الثاني على شاطئ جبلة والذي أثار ضجة على شبكات أخبار الفيسبوك.
بدورنا توجهنا إلى أهل الاختصاص العلمي للتحدث بشكل علمي حول هذه الظاهرة ودلائلها، حيث التقينا الدكتور مالك فارس علي اختصاص علم أسماك وتصنيفها – دكتور بكلية الزراعة بجامعة تشرين حيث قال:
النوع المصطاد يدعى محلياً بالقرش الأصلي، وعلمياً (Carcharhinus plumbeus (Nardo، سنة 1827 وهو أحد أنواع أسماك القرش التابعة لفصيلة Carcharhinidae والتي تم تسجيل نوعين منها في المياه البحرية السورية منذ عام 2003 هما:
* النوع الأول Carcharhinus obscures Lesueur، سنة 1818.
* النوع الثاني Carcharhinus plumbeus Nardo، سنة 1827. وهذا لا يعني أنهما لم يكونا موجودين في المياه البحرية السورية قبل ذلك، بل يعني كانا موجودين كالكثير من أنواع الأسماك الغضروفية الأخرى (المسجلة في المياه البحرية السورية والتي بلغ عددها حتى تاريخه 44 نوعاً منها 33 نوعاً من أسماك القرش) ولكن لم يوثق وجودهما قبل ذلك التاريخ.
وتابع الدكتور علي: تفيد الدراسات بأن النوع المصطاد من الأنواع الشرسة، وهو عادة يعيش على أعماق تتراوح من 1 إلى 100 متر بعيداً عن الشاطئ (مع تسجيل بعض حالات الاقتراب حسب إفادات الصيادين)، لكن ورغم تواجده الطويل في المنطقة لم تسجل أية حالة هجوم له على الإنسان في المياه السورية أو مياه الدول المجاورة.
وبالتالي لا يشكل أي خطورة على الإنسان الذي يمارس السباحة أو الرياضة الترفيهية، والحقيقة أن الإنسان هو الذي يعتدي على هذا النوع من أسماك القرش (كبقية الأنواع الأخرى)، إذ يذهب الصيادون ضمن طلعات صيد منظمة إلى مواطن هذه الأسماك، ينصبوا لها الأشراك ويعودوا بها محملة على قواربهم لتقطع وتباع للمستهلكين المحليين تحت أسماء مستعارة.
وحقيقة الأمر أن هذا النوع إضافة لأنواع أخرى من أسماك القرش تتعرض لمخاطر حقيقة من قبل الصيادين في مياهنا السورية، وعلى الجهات المعنية أن تتضافر جهودها لحماية هذه الكائنات التي تؤدي دوراً هاماً في التوازن البيئي للمياه البحرية، فمن المعروف أنه لا توجد بحار سليمة (من الناحية البيئية) إذا غابت منها أسماك القرش.
وأشار الدكتور علي إلى أن أسماك القرش (مظلومة) من حيث سمعتها السيئة التي صنعتها الأفلام الأمريكية، والحقيقة أن الإنسان هو الذي يشكل خطراً على أسماك القرش وليس العكس، حيث تقول الإحصاءات العالمية أنه يقتل سنوياً على يد البشر أكثر من 70 مليون سمكة قرش (من مختلف الأنواع)، بينما لا يزيد عدد الضحايا من البشر عن طريق مهاجمة أسماك القرش العشرة ضحايا سنوياً، حتى أنه تم إطلاق حملة عالمية تحت عنوان (أنقذوا أسماك القرش من البشر).
ازدهار علي