الوحدة : 15-5-2024
لن نأتي بأي جديد عندما نكرر سرد المعاناة التي يعيشها أغلبنا، ويحاول أن يتغلّب عليها بالاحتيال على مفردات يومه، لكن الجديد هو أنه لا يوجد أي تفسير لما يحدث، ولا شبه وعد بمحاولة تغييره، الأمر الذي يجعل النظر إلى آخر النفق قاصراً عن رؤية ذلك (البصيص) الذي نبحث عنه.
نوجز الحكاية، فنرى أن حياتنا تشبه من يبحث عن (شريط حرير) في كومة قشّ، وبيده فانوس، والخوف ألا يجد شريط الحرير إلا وقد اندلع الحريق في القشّ فاحترق واحترق (الحرير)!
في زمنٍ، يكاد يكون مصروف يومك (العادي جداً) يعادل دخلك الشهريّ (العادي جداً)، وإن ضاقت بك السبلُ البديلة، فهل يكفي (التأفف) للتعبير عن واقعكَ، وعن الآه التي تحتلّ كل منافذ الأمل لديك؟
قرر كثيرون أن يسيروا مع التيار، وأن يتحولوا إلى (الطاقة الشمسية) لتعويض نقص التغذية الكهربائية، وسط تشجيع من الجهات المعنية بالأمر، لكن فجأة وقبل بضعة أيام تقرر تعليق قبول الطلبات بحجة زيادة الضغط على فروع المصرف التجاري، والسؤال: عندما اتخذ قرار تمويل الطاقة الشمسية عن طريق المصرف التجاري، هل كانوا يتوقعون ألا يكون الإقبال كبيراً، أم أنّ الروتين هو الذي راكم المعاملات بشكل عجز المصرف التجاري عن تلبيتها؟
أياً كان التبرير، فإن تعليق قبول طلبات قروض الطاقة الشمسية سيزيد من الضغط بعد فتح التسجيل من جديد، ويذكرنا بما حدث في (أزمة جوازات السفر)، وكيف مهّد ذلك الوضع لنمو السوق السوداء قبل أن تتم السيطرة على الوضع من جديد، لذلك نتمنى أن يعود الوضع إلى ما كان عليه، وأن يزيدوا بقع ومراكز تنفيذ قروض الطاقة الشمسية بدل أن تبقى محصورة في فروع محدودة تسهيلاً لإنجاز معاملات المواطنين.
غانم محمد