بين الشـط والجبل.. أول الصيف

العـــــدد 9373

الثلاثــــــاء 25 حزيــران 2019

 

وإذ تجيئني هذا المساء، كأنك الصيف يورق على الغصون، يزهر في أزرار الورد، يزور شفاه الحقول العطشى، ينضج عنب الكلمات في كرومي الحانيات.
في أول الصيف، يهطل هجير الفصول، يحلو شفق كرز الوقت، يغدو لوناً لشغف
لشغف اللقاءات، وروعة الأوقات، حينها أناديك:
أقبل إلي، تعال، أسرع في خطاك، منذورة لك كل البساتين، هات سلالك، سلال المحبة، فلك أقطف طيب الثمار من بواكير الشجر.
***
الصيف عاد، ألوح لك بمنديلي وقد خبأته في صدري، زخرفته، نقشت عليه اسمك الصيفي، وإذ تحضرين كالنسمة شردت من الصبا، أهمس في أذنيك:
هبيني لحظة العمر، أمنحك نبيذ حبي من ضفاف لغتي، وقد طوعتها، روضتها حروف الشفاه، أظمأتها بيادر الآهات.
***
تربع الصيف تلالنا، أقام عرزاله في خضرة جبالنا، بنى خيمته فوق صخور شط بحرنا، ثم انبرى يرسم بالأرجوان الفينيقي لوحة الغروب الدائمة.
الصيف عاد، وها أنا ذا أناديك: هيا، تعالي على عجل، لا تتركي المواعيد رهن البطيء من الخطوات فوق دروب الحياة، فتضيع، تشرد، وتضل طريقها اللقاءات.

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار