تعرّف إلى مشروب رمضانيّ “قمر الدين”

الوحدة: ٦-٤-٢٠٢٤
يُعَدّ قمر الدين المصنوع من المشمش المُجفّف، أحد المشروبات الرمضانيّة الشعبيّة المتوارثة، فهو مشروب تاريخيّ شاميّ المنتج والأصل، وهو ذات شهرة واسعة في سوريّة الرائدة بإنتاجه وتصديره.. و هو مشروب أساسيّ على الموائد الرمضانيّة، لما عرف عنه من فوائد صحيّة متعددة وقيمة غذائيّة عالية، إضافة إلى مذاقه الطيب والمنعش..
تكمن فائدة مشروب قمر الدين الطبيعيّ في احتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنيّة والسكريات الطبيعيّة ومواد بروتينيّة وكذلك الألياف الغذائيّة الغنيّة.. إلى جانب احتوائه على عناصر غذائيّة أساسيّة مع عدد من الأملاح المعدنيّة والعناصر الحيويّة المهمة للجسم بما في ذلك: الزنك، المغنزيوم، الفوسفور، الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، النحاس، والحديد، إضافة إلى احتوائه على كميات مركزة من العناصر الغذائيّة الأساسيّة وعلى رأسها فيتامينB1، فيتامينB2، وفيتامينE، المضادّ للأكسدة، وفيما يحتوي على فيتامينC، الذي يُعدّ مصدراً رئيسيّاً غنيّاً ويُعرف باسم حمض الاسكوربيك “Ascorbicacid”، فهو يُغذّي الجهاز المناعيّ الخلويّ ويُقوّيه ويدعم وظيفته الصحيّة وينشّطه بفعالية، إضافةً إلى دوره المهمّ في مساعدة خلايا وأنسجة الجسم على تحفيز إنتاج الكولاجين الطبيعيّ “Collagen”، وتنشيطه، وإعادة تجديد الخلايا والأنسجة التّالفة من الكولاجين.. وإلى ذلك يحتوي قمر الدين على البيتا كاروتين، فضلاً عن تركيزه العالي بفيتامينA، فهو من المغذيات المهمة لتقوية الجهاز المناعيّ وتعزيز وتحسين صحة العين المرتبط بالتقدم بالعمر، وإعطاء بشرة الجلد مرونتها ونضارتها وحيويّتها، وتحسين مظهرها اللائق الخالي من التّجاعيد المبكرة.. إضافة إلى خصائص قمر الدين الفعالة المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات والمضادة للميكروبات بفضل محتواه على مركبات الفلافونويد “Flavonoids” بما في ذلك: أحماض الكاتيشين والكيرسيتين والكلوروجينيك…
ووفقاً لدراسة صحيّة، نذكر أبرز فوائد المشروب الصحيّة، ومن ضمنها فتح شهيّة الصائم وخاصة إنْ شُرب قبل الإفطار، كما أنّه يلعب دوراً بارزاً في تهدئة الأعصاب لذا فهو يمنح إحساساً بالانتعاش، كما يمنح الطاقة اللازمة للشعور بالنشاط والحيويّة وخاصة للمصابين بانحطاط قواهم الجسميّة والفكريّة لزيادة القدرة على إتمام المهام والأنشطة اليوميّة، فضلاً عن فعاليته في ترطيب بشرة الجسم وحمايتها من التجفاف، ويقلل من حدة العطش إنْ كان مشروباً خفيفاً وغير مضاف إليه السكر.. إضافة إلى ذلك فهو يخفّف من الشعور بالصداع، ويحسّن كفاءة المعدة، ويعزّز عملية الهضم الصحيّة، ويعد بمثابة مليّن وينظم عمل الأمعاء بشكل سليم، ويمنع الاضطرابات المعويّة.. كما أنه يحفّز وينظم عملية التمثيل الغذائيّ الأساسيّ، وينشّط الدورة الدمويّة في الجسم بشكل مثاليّ.. ويساعد على زيادة الهيموغلوبين في الجسم وفي ذلك يسهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء بصورة جيدة فضلاً عن علاج فقر الدم والأنيميا.. كما له دور مثالي في توازن السوائل في خلايا الجسم…
وأضافت الدراسة، انّ تناول مشروب قمر الدين له دور حيويّ في تحفيز وتنشيط عمليات الدماغ بشكل إيجابيّ كونه يحتوي على نسبة جيدة من عنصرين مهمّين هما الفوسفور والمغنزيوم..
وفائدة أخرى، يعد قمر الدين مشروباً مثالياً في تعزيز صحة الأسنان والعظام فضلاً عن أنه يقي الجسم من هشاشة العظام، وضبط معدلات ضغط الدم ضمن مستوياتها الطبيعيّة، وتحسين صحة القلب والأوعية الدمويّة، إضافة إلى تحفيز وظائف الكبد وتنقية الجسم من السموم… وغير ذلك من الفوائد المتعددة..
من جهة أخرى، يعد تناول كمية معقولة ومعتدلة لهذا المشروب آمناً عموماً، إلا أنّ الإكثار منه قد يسبّب أضراراً عديدة منها مشكلات هضميّة، والشعور بالغثيان، والعطش الشديد، لما يتسبّب في زيادة الخمول والتعب والشعور بالوهن، وفقدان الطاقة، وزيادة نسبة الكوليسترول الضار في الدم، وعوارض جانبيّة أخرى.. وينصح عدم تناول أقراص الفيتامينات وحبوب المكملات الغذائيّة تزامناً مع شرب قمر الدين الذي يحتوي على القيمة الغذائيّة العالية لكي لا يسبّب اختلالاً في توازن الفيتامينات في الجسم.. على كل حال يرجى استشارة الطبيب المختص..
وتجدر الإشارة إلى أن قمر الدين المُجفّف عن طريق الشمس، يعد أفضل من حيث جودة العناصر الغذائيّة والفوائد الصحيّة مقارنة مع الأنواع التي تجفّف بالطرق الصناعيّة، شريطة إعداده بطريقة صحيّة من دون سكر مضاف.. وذلك لضمان الحصول على أكبر فائدة منه.
إعداد: سها أحمد علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار