الوحدة 9-3-2024
لم تعد المناسبات الدينية تحمل ذات الطابع أو الألق الذي كانت عليه قبل اندلاع الأزمة، ومع اقتراب شهر رمضان الكريم الذي سيكون صعباً على أغلبية المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود، وذلك لتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد وتراجع القدرة الشرائية عند أغلبية المواطنين، فالضائقة المالية التي تزيد خناقها على المواطنين ستحرمهم من تلبية متطلبات الشهر الكريم واختصار الكثير من المواد والأطعمة التي كانت تعمر بها موائدهم سابقاً، فالذاكرة السورية لم تعد ترتبط بمشاهد التجمعات العائلية والموائد الشهية التي تعد إحدى طقوس الشهر الفضيل الذي أصبح مساحة جديدة للحزن والفقد والعوز والجوع.
أبو محمد رجل خمسيني يقول: لم نفطر بعد فنحن صائمون منذ أن بدأت الأسعار تحلق عالياً وقدرتنا الشرائية تنزل إلى القاع فالصائم لساعات طويلة بحاجة إلى أطعمة ومشروبات غنية بالمعادن والفيتامينات كي تسند جسده وتساعده على صيام يومه الطويل وفي مقدمة هذه الأطعمة اللحوم الذي يبلغ سعر الكيلو منها أكثر من نصف راتبي الشهري والتمور يكمل سعرها على ما تبقى من الراتب، وهنا نتكلم عن سلعتين فقط فما بالك بباقي السلع وكان الله في عوننا.
أما أم يمان فتقول: الصيام يحتاج إلى قدرة شرائية عالية إذ أن مائدة إفطار متواضعة ليوم واحد يحتاج إلى راتب شهر كامل في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني الذي طال كل السلع الغذائية، وبما أن القدرة الشرائية لدينا منخفضة أصبحنا نختصر الكثير من الطعام على الإفطار ونكتفي بنوع واحد أو باثنين على أبعد تقدير.
سامي يقول: صيامنا سيكون نباتياً جداً هذا العام والفضل في ذلك كله للتجار الذين يعملون جاهدين للحفاظ على صحتنا من خلال رفعهم للأسعار بشكل جشع وهستيري، هذا الحال ليس بالجديد بل هو مشهد يتكرر كل عام تقريباً لكن مع اختلاف بسيط هو عدم قدرة المعنيين على إيجاد حلول لتحسين الوضع المعيشي ورفع القدرة الشرائية للمواطنين لتكون أفضل من الأعوام السابقة.
هنادي عيسى