الوحدة 9-3-2024
أيام قليلة تفصلنا عن شهر الخير والبركة شهر رمضان، ومع وتيرة الارتفاع الجنوني بالأسعار لجميع المواد دون استثناء التي أصبح بعضها كحلم صعب المنال لدى معظم الأسر التي غادرت موائدهم بكل جدارة كاللحمة الحمراء والسمك والفروج.
في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسرة السورية قبل حلول شهر رمضان سيطر على الأسواق حركة ركود رهيبة في عمليات البيع والشراء بسبب تدني القوة الشرائية لصعوبة الظروف المعيشية والارتفاع الجنوني بالأسعار.
الوحدة قامت بجولة على بعض المحلات التجارية في مدينة جبلة وريفها والتقت بعض أصحاب هذه المحال وكان القاسم المشترك بينهم (الحال من بعضه) أي ضعف شديد في حركة البيع والشراء.
(مهدي) صاحب محل تجاري قال: الله يرحم أيام زمان، كنا قبل حلول شهر رمضان بعشرة أيام على الأقل نعمل بوتيرة عالية من بيع وشراء استعداداً لهذا الشهر، وكنا نعمل حتى ساعات متأخرة من الليل لكن مع الأسف هذا العام شبه شلل تام في حركة البيع والشراء وإذا حصلت بالقطارة نحن نشتري بأسعار مرتفعة وهذا بدوره يضطرنا للبيع بثمن مرتفع كالبقوليات والزيوت والسمن حتى البهارات دخلت ماراثون الأسعار بالغرامات نبيعها، فهل يعقل كيلو الحمص ب(٣٣) ألف ل.س وكيلو البرغل ب(١٢) ألف ل.س وكان طعام الفقير سابقاً أما الآن فأصبح حلماً، وكيلو الفاصولياء الحب (٤٠) ألف ل.س وقابلة للزيادة كيلو عدس الشوربة والتي هي طبق أساسي في رمضان على كل مائدة (٢٨) ألف ل.س، كان الله في عوننا وعون المواطن كيف ستكون سفرته هذا العام ، لقد ألغيت الكثير من الأطعمة لعدم القدرة على الشراء..؟!
(عمران) صاحب محل تجاري، يقول: كنا في السنوات السابقة نقوم بالتخزين والاستعداد لهذا الشهر لكثرة الضغط والطلب على المواد التموينية التي تلزم كل أسرة، وخاصة في هذا الشهر الكريم ولكن أقولها وبحزن شديد هذا العام أسوأ من العام الذي مضى بالنسبة لحركة البيع والشراء فهي خجولة جداً والذي نبيعه طوال اليوم من جميع المواد كانت أسرة واحدة تشتريه سابقاً استعداداً لشهر رمضان، لكن كلنا نعلم سوء الحال والوضع المادي السيئ والارتفاع الجنوني بالأسعار الذي أثر على حركة البيع والشراء من قبل المواطنين، هل يعقل كيلو الشاي (١٨٠) ألف ل.س، وكيلو القهوة (١٥٠) ألف ل.س، وكيلو التمر العادي (٤٥) ألف ل.س ففي شهر رمضان وجوده ضروري في كل بيت.
(يوسف)صاحب محل ألبان وأجبان قال: الألبان والأجبان من أساسيات المواد الغذائية في شهر رمضان على وجبة السحور ومع هذا بسبب الارتفاع الهائل بأسعار مشتقات الحليب فقد انخفضت بنسبة كبيرة مبيعاتنا وكلها بكميات قليلة وبالكاد تكفي ليوم أو يومين كان الله في عوننا جميعاً، كيف سيمضي هذا الشهر وماذا سنعوض بما نفقد من مواد غذائية على موائدنا..؟! وخاصة بالنسبة لذوي الدخل المحدود، الراتب بالكاد يغطي مصروف يومين مع تدبير كبير، قياساً بهذه الأسعار كيلو الجبنة المشللة (٨٠) ألف ل.س، كيلو الجبنة العادية (٥٠) ألف ل.س، وكيلو اللبنة (٣٠) ألف ل.س، وسعر قالب الزبدة وزنه بالغرامات (١٠) آلاف ل.س.
غانه عجيب