الوحدة – سمر رقية
تتعرض ينابيع المياه لظاهرة طبيعية سنوية، ولا سيما بعد فترات الجفاف الطويلة خلال فصل الصيف، ومع هطول الأمطار الغزيرة في بداية فصل الشتاء، حيث تؤدي هذه الأمطار إلى تغذية خزانات الينابيع بمياه جديدة تختلط مع المياه المتبقية في الخزانات الطبيعية، والتي تحتوي على رواسب في القاع، ما يهيئ بيئة مناسبة لنمو البكتيريا وظهور العكارة في المياه.
كما أن مياه الأمطار المرتشحة حديثاً قد تحمل بكتيريا نتيجة جريانها على سطح الأرض وارتشاحها عبر طبقات التربة وصولاً إلى خزانات الينابيع، ومع اختلاطها بالمياه القديمة تنتشر البكتيريا داخل الخزان، ما يجعل استخدام هذه المياه للشرب سبباً محتملاً للإصابة بأمراض معوية إنتانية، إلى أن تتجدد مياه الخزان بالكامل بعد فترة من الهطولات المطرية الغزيرة وتستعيد المياه نقاوتها الطبيعية.
وفي هذا السياق نفذ مكتب البيئة في الدريكيش يوماً توعوياً في قرية سجنو، شمل مدرسة القرية وعدداً من أهاليها، جرى خلاله شرح هذه الظاهرة وبيان مخاطر شرب مياه الينابيع في هذه الفترة، وذلك في إطار نشر الوعي الصحي والبيئي والحد من الإصابة بالأمراض.
ودعا القائمون على اليوم التوعوي إلى الالتزام باستخدام مياه الشرب من الشبكة الرئيسية المعقمة، ولا سيما خلال هذه المرحلة، إلى حين تجدد مياه الينابيع وزوال المسببات المرضية، تأكيداً على أهمية الوقاية، انطلاقاً من المبدأ القائل: «درهم وقاية خير من قنطار علاج».
