جمعية سوق الضيعة… بين الشوح والأرز حكاية شعب وشجرة

الوحدة – هدى سلوم

“إذا قامت الساعة وكان بيد أحدكم فسيلة فليغرسها”… بهذه المقولة النبوية الشريفة استهلت السيدة نجوى بدر خان حديثها، وقلبها ينبض فرحاً وعشقاً بالشتلة التي غرستها في محمية الشوح والأرز في صلنفة، ضمن حملة تشجير نظمتها جمعية سوق الضيعة.
وسط الهضاب والتلال، صدحت المعاول والمجارف بتراتيل مهللة، معلنة قدوم محبي الأرض والحياة، في مشهدٍ امتزج فيه العمل بالأمل، والجهد بالإيمان بديمومة العطاء.
وقالت بدر خان: تتدفق السعادة في نفسي كلما استحضرت قول رسول الله، فأنا أحب الأشجار والغطاء الأخضر الذي يروي العين بالجمال والسمو. صنعتُ حديقةً على سطح منزلي في المدينة، فغدت مساحة محبة يلتف حولها الجميع بإعجاب.
من جهتها أكدت المهندسة تهامة يوسف أن حملة التشجير جمعت أبناء الجمعية والأصدقاء والمتطوعين والمهتمين على هدفٍ واحد، ليتجاوزوا كل خلاف أو فكرة سلبية، ويجتمعوا كعادتهم على المحبة والتعاون والتشاركية، وهم يغرسون الشجيرات في تراب الوطن، أملاً بأن ينعم الجميع بخيراتها.
أما الشاب الجامعي علي ودح، فأشار إلى حرصه الدائم على المشاركة في حملات التشجير التي تنفذها جمعية سوق الضيعة، مؤكداً أن الطبيعة هي متنفسه الحقيقي للراحة والاستجمام، قائلاً: لا أستطيع الجلوس بين أربعة جدران، فالنفس تحتاج إلى رئة للحياة، وأشجار تنعش القلب بنسيمها وتغمر الروح بلونها وخيرها.
وأضاف أنه يشعر بفخرٍ كبير وهو يغرس شتلات الشوح والأرز، التي ستكبر يوماً ما، باعتبارها رمزاً وأيقونة لحضارة البلاد، داعياً إلى الحفاظ عليها.
بدورها أوضحت سجيرة البيرق، من دائرة التحريج، أنها أشرفت على إرشاد المشاركين حول الطرق الصحيحة لزراعة الشتلات لضمان نموّها واخضرارها، مشيرة إلى خبرتها الممتدة منذ عام 2000 في تشجير الجبال والهضاب والمناطق المختلفة، مؤكدة أنها تزرع الأرض بمحبة في مختلف ظروف الطقس، حتى في الأجواء الثلجية والباردة.
ويُذكر أن جمعية سوق الضيعة تُعد من الجمعيات السباقة في حملات التشجير، إذ تشكل الزراعة والحفاظ على البيئة، بتنوع أشجارها وألوانها وفصيلاتها، الركيزة الأساسية في عملها، وهدفها الأول المنصوص عليه في نظامها الداخلي، إيماناً بأن أمنا الأرض حين تُزرع تُعطي الأمان، ويُزهر معها السلام.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار