مدير صحة اللاذقية “للوحدة”: خطة متكاملة للتعليم الطبي المستمر لرفع كفاءة الكوادر الصحية

الوحدة – رنا غانم

أطلقت مديرية صحة اللاذقية بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمات طبية دولية دورات تدريبية متخصصة في التعليم الطبي المستمر، وتهدف هذه الدورات إلى رفع كفاءة الكوادر الصحية وتعزيز مهارات الإسعاف وضبط العدوى في المشافي.
وفي هذا السياق، أكد مدير صحة اللاذقية الدكتور خليل آغا لصحيفة الوحدة أن مديرية صحة اللاذقية وضمن خطة وزارة الصحة تعمل بشكل مستمر على تفعيل برامج التعليم الطبي المستمر بالتعاون مع منظمات وجمعيات طبية، بهدف رفع كفاءة الكوادر الصحية وتعزيز الثقافة الطبية لدى الأطباء والطلاب والمقيمين.
وأوضح آغا أن الدورة المقامة حالياً تتناول ضبط العدوى والإجراءات الطبية الإسعافية وهي في يومها الثالث، وتستهدف تطوير المهارات العملية والسريرية، لا سيما لطلاب الدراسات والمقيمين والأطباء الممارسين، لما لذلك من أثر مباشر في تحسين الخدمات الصحية المقدمة في المشافي العامة والخاصة، وانعكاسه الإيجابي على صحة أهلنا المرضى.
وأشار إلى أن هذه الدورات تخدم عدداً كبيراً من المشافي وتسهم في نقل الخبرات السريرية، مؤكداً استمرار الخطة بالتنسيق مع وزارة الصحة ووجود إقبال جيد من الجمعيات والخبرات الطبية الزائرة، مع التوسع مستقبلاً ليشمل مختلف الاختصاصات، وقريباً سيكون هناك تدريبات متخصصة في أمراض الكلى وغسيل الكلى وطرق التعامل الحديثة مع المرضى.
وبين آغا أن اختيار مواضيع الدورات إما عن طريق الوزارة أو يتم أحياناً بناءً على اقتراحات المشاركين أنفسهم، حيث تجمع التوصيات في نهاية كل دورة، وفي حال توافقت مع احتياجات الوزارة ومديرية الصحة يتم اعتمادها وتنفيذها ضمن برامج تدريبية جديدة.
ولفت إلى أهمية امتلاك جميع العاملين في القطاع الطبي مهما كان اختصاصهم معرفة أساسية بالإسعافات والطوارئ، نظراً لإمكانية مواجهة حالات إسعافية في أي وقت ومكان، وأكد أن التفاعل كبير من مختلف الاختصاصات بما فيها الأطباء غير المعنيين مباشرة بالإسعاف والتمريض.
وتطرق آغا إلى الانقطاع الطويل الذي شهدته البلاد في مجال التعليم الطبي والتجهيزات الصحية خلال السنوات الماضية، وما نتج عنه من تحديات معرفية وهجرة للعقول إلى الخارج بسبب محدودية التعليم، معرباً عن تفاؤله بالمرحلة الحالية التي تشهد انفتاحاً واسعاً على التعاون الخارجي وعودة تدريجية لخبرات طبية من دول أوروبية وخليجية، في ظل خطة الوزارة لتطوير الطب والتدريب الطبي المستمر دون أي عوائق حيث إن الأمور حالياً ميسرة.
من جهته أوضح رئيس شعبة التأهيل والتدريب في مديرية صحة اللاذقية الدكتور حسن قلجينو أن هذه الدورات تأتي ضمن خطة وزارة الصحة والهيئة السورية للاختصاصات الطبية، لتعويض الفاقد العلمي الذي تراكم خلال فترة النظام البائد ومواكبة التطورات الطبية الحديثة بعد التحرير.
وأشار قلجينو إلى زيادة الاهتمام بالدورات التي تخص الإسعاف والطوارئ التي قد يحتاجها أي مراجع للمشفى، لذلك قمنا بعدة دورات و الدورة الحالية المقامة بالتعاون مع منظمة ميد غلوبال الأمريكية تركز على محوري الإسعاف والطوارئ وضبط العدوى، بهدف تقليل نسب الإنتانات المشفوية وتحسين التعامل مع المرضى والأجهزة الطبية، وأضاف أن التدريب يجمع بين الجانبين النظري والعملي، بما يعزز ثقة الكوادر الطبية في ممارساتهم السريرية.
وبين أن الفئات المستهدفة شملت أطباء التخدير والطوارئ والإسعاف والعناية المشددة، إضافة إلى أطباء الداخلية والقلبية والجراحات في السنوات المتقدمة مع إقبال ملحوظ من اختصاصات أخرى، ما يعكس ارتفاع الوعي بأهمية هذه الدورات خاصة في أوقات الكوارث والطوارئ وكذلك الجائحات.
وبالنسبة للمتدربين قال قلجينو كان هناك إقبال كبير على هذه الدورة على عكس ماكنا نشهده أيام النظام البائد وذلك بسبب الاهتمام بالتدريب من الناحية النظرية والعملية وهذا مادفع أطباء من اختصاصات مختلفة للالتحاق بالدورة ليصبح أي عنصر في المشفى مهما كان اختصاصه قادراً على العمل كطبيب إسعاف عند الحاجة.
وبدورها قالت الدكتورة سالي أحمد حسن المنسقة التقنية للصحة والتغذية في منظمة ميد غلوبال والمنسقة المشرفة على البعثات الطبية التابعة للمنظمة: إن “ميد غلوبال” لا يقتصر عملها على دعم المنشآت الصحية فقط بل تنفذ أيضاً بعثات طبية تطوعية داخل سوريا، وقد سبق تنفيذ العديد منها وما تزال مستمرة وستتواصل خلال المرحلة القادمة.
وأوضحت حسن أن مفهوم البعثات الطبية يقوم على دراسة الاحتياجات بناء على الأولويات الموصى بها من قبل وزارة الصحة بالتالي تنفيذ المهمات بالتنسيق معهم، ومن ثم الإعلان عن هذه الاحتياجات عبر المنصة الخاصة بالمنظمة في مكتبها الرئيسي في شيكاغو، ليشارك أطباء مختصون من الولايات المتحدة ودول أخرى في تقديم خدمات طبية تطوعية مجانية داخل سوريا.
وبينت أن البعثة الحالية في اللاذقية وطرطوس تركز على العناية المركزة والإسعاف والطوارئ، والإيكو السريري، بمشاركة أطباء من الولايات المتحدة وإسبانيا، بهدف تحديث معارف الكوادر الطبية وبناء قدراتهم بعد سنوات من الانقطاع، وأضافت أن الدورة استمرت ثلاثة أيام، وشملت تدريباً عملياً باستخدام مانيكانات، وسط مشاركة واسعة تجاوزت 130 متدرباً.
وأكدت حسن أن الإقبال الكبير يعكس شغف الأطباء السوريين بالعلم، مشيرة إلى أن هذه الدورة تشكل انطلاقة لمهمات طبية نوعية قادمة تشمل تدريبات تخصصية وربما إجراء عمليات نوعية بالتعاون مع أطباء أجانب بما يحقق فائدة مباشرة للمرضى وتدريباً عملياً للأطباء المحليين.
كما عبر عدد من المشاركين عن أهمية الدورة حيث قال الدكتور حسين إبراهيم مقيم تخدير في المشفى الوطني باللاذقية إن التدريب أسهم في التعرف على بروتوكولات حديثة معتمدة عالمياً مثل الإنعاش القلبي الرئوي وتدبير الألم ورعاية المرضى، مؤكداً أن التفاعل مع الخبرات الخارجية شكل دافعاً إيجابياً لكسر حالة العزلة السابقة وتحسين جودة الخدمات الصحية.
كما أشارت الطبيبة المقيمة مروة حلوم اختصاص جلدية إلى أن الدورة كانت مكثفة وغنية بالمعلومات رغم بعدها عن اختصاصها، إلا أنها مفيدة لجميع العاملين في القطاع الطبي نظراً للتعامل اليومي مع الحالات الإسعافية وأعربت عن شكرها لجهود مديرية الصحة والقائمين على التدريب.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار