الوحدة:29-2-2024
سابقة فنية تسجل للفنان إسماعيل توتنجي بارتجاله أمام الجمهور في ساعة وبعضها ثلاث لوحات تشكيلية بشغف فرشاته وضرب سكينه لتموج ألوانه بلوحة غناء بالجمال أبهرت السادة الحضور من شباب ومهتمين، وكان الفنان توتنجي يشرح ويفرد في موضوع تقنياته وأدواته التي يستخدمها في رسمه ويؤكد على فوائد مادة الأكريليك والتي تعطي ليونة وانسياب الألوان على بياض اللوحة، كما أشار لهم بأن العمل الارتجالي لا يمكن إعادته مرة أخرى إطلاقاً أو الرجوع عنه، والفنان لا يعلم كيف ستكون لوحته وصوره وعلى أي شكل تكون أو ترسي فقد يخفق أحياناً في تصوره؟
وعلى هامش الورشة كان لقاؤنا بالفنان إسماعيل توتنجي حيث أشار بداية إلى أن هذه الورشة الفنية أتت بدعوة من مديرية الثقافة – دار الأسد في اللاذقية ويشكرهم عليها، كما نوه في سؤالنا له عن علاقة الحالة المعيشية للناس بارتدادهم عن الثقافة وأوجهها والفن التشكيلي منها وشبه غيابهم عن صالاتها ليرد بقوله: هناك التذوق الفني الذي لا يرتبط مطلقاً بالأكل والشرب، والفنان الحقيقي يرسم ويرسم والشبع لديه بالإحساس والعمق الذي يخرجه للمتلقي، والفن فيه خلق جديد وعاطفة ومشاعر وحب وكل شيء، وليس هو رغبة فقط إنما إحساس وعلى كل فنان قادر على العطاء ألا يتوقف لأجل الجيل القادم، أعمالنا تعتبر خطوة ودافعاً أساسياً للموهوبين للاطلاع واكتساب الخبرة والفنان كلما تقدم مازال لديه الكثير ليقدمه ويعطيه، ومن واجبنا ذلك لأجل الجيل القادم، ولا نبخل عليهم بتجاربنا وعلمنا وفننا، وفي ختام حديثه أشار إلى بعض نشاطاته بعد مجيئه إلى اللاذقية: ثمانية ملتقيات آخرها فسحة أمل، وسيكون له مشاركة هذا العام في المتحف الحديث بالمدينة الرياضية مع 30 فناناً، بينهم أساتذة ولمدة 15 يوماً بعد عيد الفطر برعاية وزارة الثقافة ومديرية الثقافة باللاذقية.
الفنان والناقد التشكيلي حسين سقور أشار إلى أن مبادرة الفنان توتنجي الرسم مباشرة أمام الجمهور هي جداً جميلة وجديدة لم يسبقه إليها أحد، فالعمل أمام الجمهور يختلف كلياً عن العمل في المرسم، وقد كان كمن يعزف على وترين باستخدامه أداتين هما الفرشاة والسكين معاً، لينوه إلى طريقة الإضاءات بالسكين والرعشات التي تحققها على سطح اللون الطري، وليعمل للبحر تموجاته وأجزاء للأشجار، حيث يضرب بسكينه من الأعلى الألوان الباردة الزرقاء في السماء وإلى الأسفل اللون الحار في أصفر وبنفسج، فكان الجمال والإبداع عند الفنان توتنجي، وبهذه الطريقة قدم الفائدة التي يمكن أن يقتبسها المهتمون بالفن ويوظفونها بأعمالهم الخاصة، وأقول: إنه يعزف على وترين ودائماً في عملية احتيال لعدم الوقوع في النشاز يعني العمل بالفرشاة يعطي شيئاً والسكين تعطي شيئاً آخر، وتوظيفهما معاً يعطي للعمل الفني الإيقاع والتناغم، ليستفاد من بعض الأعمال ليس في خلق شيء جديد أو حالات خاصة، إنما حالات موجودة بالسوق شجر وبحر وغروب.. طبيعة صامتة.. وهذه الأشكال تنتمي إلى العمل التجاري.
هدى سلوم