الوحدة :17-12-2023
يُخطئ من يظنّ أننا لا نحبّ مواكبةَ التطور والارتقاء في واقعنا المعيشي والحياتي، وأن ننعمَ جميعُنا بالخيرات، والخدمات، والمبادرات المبتكرة التي تجعلنا مواطنين حضاريين، نشعر أننا في أحسن حالاتنا..
وسبق أن أشرنا، مع بداية انطلاقة البطاقة الذكية، إلى إيجابياتها، رغم حصار هذه (الذكية) بكمّ من الانتقادات والتعليقات الطريفة، والقاسية أحياناً ..
وكذلك أشرنا، في محطة سابقة، إلى (النافذة الواحدة)، ومافيها من ميزات عديدة، وغيرها وغيرها مِن الخدمات والمبادرات التي سهّلت، حقيقةً، على المواطن تيسيرَ أمورِه بأقصر مدة زمنية، وخفّفت من احتكاكه المباشر والمكلف بالعاملين في الدوائر الخدمية..
وحتى القرار الأخير الذي يوجّه المواطن لدفع فواتير الماء، والكهرباء، والهاتف، عبر تطبيق، سيتم اعتمادُه بواسطة (النت)، هو من الخطوات التي تهدف إلى الاهتمام براحة المواطن، وعدم تكبيده مشقة الذهاب إلى مراكز تسديد هذه الفواتير، وبالتالي كسب الوقت، وتوفير الجهد.. وهي، بلغة العصر ومنطق التطور، خطوةٌ في الاتجاه الصحيح، لكن لنا تساؤلٌ بسيط وهو:
ماذا عن كثيرين جداً مِمّن لايمتلكون جهاز موبايل، تتوفر فيه تقنياتُ تنزيل التطبيقات، وأقصد (الأجهزة القديمة)، وهُم ،حكماً، من الفئة التي لايستطيع أصحابُها اقتناءَ موبايل بالأسعار التي تغزو السوق..
وكذلك العجائز، وكبار السنّ، والأميّون، الذين لايتقنون أصلاً فنونَ (التواصل الفضائي)، وهُم بأعداد كبيرة في المجتمع..
عدا عن النت الذي يأتي ضعيفاً متهالكاً، ومعه تقنينٌ كهربائي ضاغط ومؤلم يؤثر على الشحن والتواصل عبر تقنياتٍ تفتقد للأرضية المتوجب تأمينها بأضعف الإيمان..
فهل يتدارك، الذين أطلقوا هذه المبادرة، الثغرات المذكورة، خاصة وأنه لم يتبقَّ على بدء التنفيذ سوى أيامٍ معدودات!!!!
رنا رئيف عمران