بين الشـط والجبل… هو الحلم

هو الحلمُ . . أفرغ دهشته في نعاسي، فتنقّلتُ في مروج وحدتي، أرشفُ من دنان اللّهفة ابتسامةً كانت تتلهّى على شفتيكِ، ورأيتني أقهقه لأهزمَ دمعتي . .
***
أردتُ البحر . .
أردت التّطهّر بزرقتهِ، فجلسْتُ إلى صخرةٍ شائخة راحتْ تبثني ضجر المسافاتِ، أفاقني رذاذ موجةٍ غاضبة، فابتسمْتُ وقلتُ: أعرف أنّ البحرَ يبحرُ في مداه من هدب عينيك، ورأيتني أتّكي على حسرتي وأتملّى رمل الشّاطئ وقد راح يُنمنم انكساراته.
***
أخرجْتُ منديلكِ من جوف صدري بعد أن استحمّ بدقات قلبي . . فرشْتُ حوافيه ورحتُ أتنشّق روائح الحبق المتبعثرة في جنباته، وسافر وجد، ارتحل بعيداً، فتساءلتُ: أيّة أخيلةٍ تجوسُ في محيّاكِ؟
أنا من أطعمتكِ نبض وريدي، وما يزال صداكِ يسافر في عرقي . .
***
طريقي معتمةٌ . . وثمة مطرٌ يسافر في خطوي، فتفيض المعاني -رغم التمزّق والمواجع- ويأتيني الصّدى خواءً يقول لي: أيّها الهاربُ أوقفْ قدميك، أما اكتفيْتَ من رؤىً توزّعكَ فوق المساءات الغريقة بالنشيج؟؟!
***
أنهضتْني غيومُ العين، وارتجّ بي ضلعٌ عاشقٌ مشّط قلبي فأحيا خلايا كادت تجفّ واخضوضب صوتي بدمعي ورفّت أمام عيني فراشةٌ لاهية، ورأيتني أتوارى تائهاً في فتنةٍ لا تنتهي، ورأيتكِ تلوحين خلف شفيف الغروب قمراً بهيّاً، فأسكرْتِ ناظريّ وعبرتني أحلامٌ غنوجات، وأعرض عن نومي فراشي، وتملّيتُ مصابيح النّدى وهي ترسل شهقتها لأوّل ضوء نابت. فتذكّرت إيليا أبي ماضي في قوله:
قبلٌ . . كبعدِ حالة وهميّة أمْسي أنا . . يومي أنا . . وأنا غدي.
***
تمدّدْتُ على وجعي، وعمّدْتُ جرحي بدمعي، وصلبتُ على جدار الليل كآبتي وتركْتُ روحي تسافر في الدّخان . .

سيف الدين راعي

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار