الوحدة : 7-11-2023
برع مصطفى صادق الرافعي في الرسائل وإليه يعزى العديد من الرسائل التي أغنى بها المكتبة العربية.. لما اتصفت به من وضوح المعاني، والمضمون، وسلاسة الأسلوب وقوة اللغة.
ولعلنا نقف عند ثلاث رسائل تعتبر من أجمل ما خطه قلمه.
قراءة في فن الرسائل لدى الرافعي، سنتوقف عند ثلاثة كتب تقدم لنا صورة إبداعية جلية لما تركه الكاتب الرافعي:
كتاب السحاب الأحمر ..”
قصة فتاة لبنانية تعرف إليها في إحدى المناطق الجبلية اللبنانية..كانت الفتاة جميلة، فراح يكيل لها الأوصاف الحسيّة من: بهاء وطلة وروح وجمال..
الكتاب لم يقف فقط عند حدود وصف الفتاة، وما فعلته فيه بل عمد إلى تضمينه حوارات مع شخصيات عاشت نفس فترة حياته وعاصرها.. وذلك في فصول كتابه الثلاثة الأخيرة.
ولعل المفكر الإسلامي المتنور محمد عبده كان أوجههم.. إضافة إلى آخرين.. اتصف الكتاب بالمعاني الجميلة.. وتميز بالأسلوب الرائع وهما خاصتان نراهما لافتتين في كل كتب الرافعي.
ومنها” السحاب الأحمر” و “كتاب الأحزان، و هو من جنس الكتابات الفلسفية.. وكذا طبيعة رسائله فيه كلها..
مضمون الكتاب.. حديث عن رجل وامرأة يعدان رمزاً عن روعة الخلق وسحره.
ولقد وظّف الرافعي قوة الحزن في هذا الكتاب ليجعل من هذا الأخير قمة الروعة والجمال.
ويشير النقاد إلى أنّ الرافعي قد بدأ بكتابة رسائله من عام ١٩٢٤.
ويذكر في/ إيضاح المعقد/ ..قوله:” لا تقل .. ما أجمل المرأة بل قل ما أجمل الشر..” ! كأنما يريد أن يقول:إن المرأة هي الشر ذاته..
“رسائل الأحزان” للرافعي.. هي من الرسائل الفلسفية الرائعة.. يبلغ عددها في كتاب الأحزان خمس عشرة رسالة.. كتبت في وصف الكاتبة اللبنانية الشابة مي زيادة.
فيها يحشد الرافعي كل الصفات الجميلة والمتناقضات..الجسدية والروحية التي تنطوي عليها مي زيادة.
في كتاب الأحزان للرافعي..يتابع مؤلفه تألقه لغوياً وتصويرياً وأناقة تعبيرية..
أما كتاب “أوراق الورد..”
كذلك هو كتاب فلسفي أي كتاب يتبع فيه الرافعي النظام الفلسفي.. وهو خاتمة الرحلة مع المرأة الجميلة.. مستكملاً فيه كتابي الأحزان والسحاب الأحمر..كما يذكر الرافعي.
ويعتبر الكتاب مناجاة لامرأة عبر رسائل بريدية متحدثاً فيها عن نفسه العاشقة وما يفعله حبها فيه….
….
الكتاب آية في روعة الأسلوب الجميل والمبهر لغوياً وتصويرياً….
وبعد ..تلك كانت إطلالتنا على بعض ما تركه الكاتب مصطفى صادق الرافعي..
وهي إطلالة لا تغني عن قراءة كتب ورسائل غدونا نفتقد مثيلاتها في هذا الزمن الذي ماتت فيه الرومانسية.. وغابت إلى جهة السرعة في كل شيء والتسطيح في كتابة الرسائل..
ولا أدل على هذا مما يسمى اليوم بالرسائل الإلكترونية القصيرة والسريعة.
خالد عارف حاج عثمان