العدد: 9361
الأحد-9-6-2019
أخبرني أخي العربيُّ هل تلك البلاد الجميلة مازال اسمها اليمن السّعيد؟
إن كنت تدري الجواب فأنت مجرمٌ وإن كنت لا تدري فأنت أعمىً خانعٌ
يقيّدوكَ طائعاً فتقول في ذلٍّ: أكرمتموني فهل من مزيد؟
أخبرني أخي.. – لا لست أخي-
كيف هان عليك قصفي؟ كيف هان عليك ظلمي؟
أنا أغرق في الدّماء وأنتَ مُطمئنٌّ:
أنا في خيرٍ
أنا عن نارهم ناءٍ وبعيد!
أخبرني يا أيّها الطّفلُ المسجّى:
هل أرعبتَ وحشاً في قصره فكان جزاؤك الموتُ؟ والفتكُ في أهلِكَ
الدّمارُ.. الحُطامُ ..القهرُ.. والتّشريد
ما ذنب تلك الأمّ الّتي خمساً من أبنائها فقدَت؟ وهي بين يديّ الموت تدعو لهم: كونوا بخيرٍ! كيف نخبرها أنّهم هناك.. في السّماء يلعبون.. يمرحون .. يرفلون بثوبٍ جديد
ما ذنب تلك الأمّ الّتي قد دسّت سمّاً لابنتيها مخافة الذّلّ والحرمان؟ ثمّ قالت: ها قد لحقت بكما فالموت كلّ يوم يغتالنا.. يغتال أحلامنا.. يقطع شريان الأمل.. ويذبح الوريد، آهٍ يا أيّتها -المسمّاةُ ظلماً- عروبةً! كيف صار الوحشُ سيّداً؟ يقصفنا كلّ يومْ قبل النّومِ وبعد النّومْ، يقصفنا وقتَ الفطورِ.. وقت الصّلاةِ.. وقت السّحورِ!
أبِذَا يطبّقُ شرع الله؟ ويدّعي أنّه المؤمنُ الوحيد!
بأيّ ذنب؟ بأيّ عرف؟ بأيّ دين؟
تستبيح عرضي.. تسلب أرضي.. دنَّسْتَ أرضَ الطّهرِ وبيتُ الله منك بريء
أخبرني خادمَ الحرمينِ هل شبعتَ من لحومنا؟ هل ارتويتَ من دمائنا؟
تقبّل الله صيامكَ يا أيّها الملك (الرّشيد)!
ميَّادة مهنَّا سليمان