الوحدة : 24-10-2023
مرّ اليوم العالمي للعصا البيضاء على مكفوفي اللاذقية كغيره من الأيام، بلا عصا ترشدهم طريق السلام، فهم يسألون عن تأمين عصا بيضاء لكل كفيف أسوة بغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة كالمقعدين الذين يتم تأمينهم بكرسي، ومع كل الحاجة أقامت جمعية المكفوفين باللاذقية حفلاً (للعصا البيضاء)، تم فيه تكريم 7 طلاب متفوقين في الثانوية ومحو الأمية، بالإضافة لفقرات فنية وترفيهية من موسيقى وعزف لفرقة الجمعية.
الأستاذ علي شموحي – نائب رئيس مجلس الإدارة في جمعية المكفوفين باللاذقية تحدث عن منغصات ومعوقات كأحجار صلبة تعثر خطواتهم حيث قال:
ارتفع عدد المستفيدين من خدمات الجمعية في الآونة الأخيرة إلى 370 كفيفاً وهو ما يفوق طاقة الجمعية حيث لا تمويل ولاتبرعات إلا في شهر رمضان فقط وباقي أشهر السنة شح وفقر، فالمعاقون بشكل عام والمكفوفون خصوصاً هم من الفئات الهشة في المجتمع، وقد تأثرنا كثيراً بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية وغلاء الأسعار الجنوني، ولهذا نطالب بأن تشملنا الإعانات الغذائية كغيرنا من الجمعيات، كما نسأل ونتمنى أن ترفع الجمركة العالية عن أجهزة الموبايل للمكفوفين حيث أنهم يعتمدون كلياً على هذه الأجهزة في تدبير أمورهم الحياتية والدراسية، إذ إن بعض التطبيقات الصوتية تساعدهم على القراءة والكتابة، وذلك أسوة بسيارة المقعدين التي أعفيت من الجمركة، كما أننا نجد صعوبة في الأجهزة القديمة حيث لا تتناسب مع التحديث الدائم للبرامج الناطقة، ويسري ذلك على بقية المستلزمات الحياتية للكفيف مثل الميزان الناطق الذي يمكن استخدامه للعمل في متجر أو بقالية وغيرها، وتابع:
هناك أيضاً صعوبات الوصول للجمعية إما بسبب البعد والمواصلات في الأرياف أو عدم تعاون الأهل واستجابتهم لتعليم أبنائهم، وأيضاً وجود حالات متعددة الإعاقة مثل: سمعية بصرية- بصرية وذهنية- بصرية وحركية.
ورغم كل الصعوبات ما زالت الجمعية تقدم بعض الخدمات الاجتماعية والدعم النفسي والأنشطة الرياضية، حيث تم تأسيس فريق لكرة الهدف الخاصة بالمكفوفين، والتدريب يتم في تجمع المعاهد، بشكل أسبوعي، كما لدينا فرقة مسرحية وأخرى موسيقية وعزف و التدريب أسبوعياً، وفي خطة الجمعية الكثير منها العمل على تدريب وتأهيل كوادر (إدارية، حرفية، دعم نفسي).
وفي ختام حديثه أشار الأستاذ علي إلى تشبيكهم مع جمعيات فاعلة في اللاذقية ومنظمات لتطوير عمل الجمعية وتحقيق أهدافها للارتقاء بالكفيف من النواحي كافة (تعليمية واجتماعية ودعم نفسي وصحية وثقافية ومهنية) فقال: مددنا جسوراً للتواصل والتعاون مع عدة جمعيات منها: gci، موزاييك، البطريركية، أسرة الإخاء فلدينا معها وبمشاركة اليونيسيف مشروعاً تحت عنوان (بكرا أحلى) يستهدف الطلاب المتسربين من المدارس من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويشمل الطلاب من عمر 6 سنوات وحتى 22 سنة لكافة المراحل التعليمية، حيث يتم تأمين النقل لهم داخل المدينة، وبالتعاون مع الأهل يتم نقل الطلاب إلى مقر الجمعية حيث التعليم وصفوفه موجودة، فالكادر التعليمي متوفر، وأغلب المدرسين من المكفوفين،لكن المكان ضيق حيث نستخدم الشرفتين بعد تشديرها كصفين وحتى غرفة الإدارة وغيرها من الممرات لنوفر كل مساحة مقر الجمعية للتوسع بالتعليم، ويذكر أن مدة المشروع سنتان وقابلة للتجديد ليشمل المشروع 250 طفلاً.
تعمل الجمعية جاهدة وبحسب إمكانياتها البسيطة لتحقيق أهدافها والارتقاء بالمكفوفين على المستويات كافة لتأهيل الكفيف ليكون فاعلاً في المجتمع.
هدى سلوم