الوحدة:23-10-2023
غلاء مستلزمات الإنتاج الزراعي وقلة مياه الري بسبب التقنين الكهربائي حالت دون تمكن غالبية مزارعي البيوت المحمية من زراعة موسمهم هذا العام ونتيجة ذلك فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، فمنهم من استبدل زراعته بزراعة جديدة بأقل تكلفة لتأمين دخل ثابت يسد رمقهم ورمق أطفالهم فقاموا بزراعة الأشجار الاستوائية كالموز والمانجا والدراكون وغيرها وبعض الخضار البسيطة، ما يعني خسارة كبيرة في الزراعة المحمية.
ولاستطلاع أوضاع مزارعي البيوت المحمية عن كثب قمنا بجولة في منطقة الخراب التي تعد أكبر منطقة في ريف طرطوس تحتضن هذه الزراعة، والتقينا عدداً من المزارعين الذين أكدوا لنا وبصوت واحد: نعمل بخسارة ووصلنا إلى درجة لم نعد قادرين على زراعة موسمنا بسبب غلاء المواد الزراعية وتراكم الديون علينا خلال المواسم الماضية، هذا الأمر جعل من مواصلة مشوارنا الزراعي كمن يلقي بنفسه في الهاوية حسب وصفهم، ويقول المزارع حسين محمود بغصة وحزن شديدين أن الزراعة المحمية لم تعد تطعم خبزاً وتابع: مع بداية كل موسم نتعب ونجهز ونزرع أرضنا على أمل أن نعوض جزءاً بسيطاً من خسارتنا ولكن في نهاية الموسم تبوء آمالنا بالفشل لذلك بات من الصعب علينا الاستمرار في هذه الزراعة التي وصفها بالخاسرة.
السيد علي محمد مدرس ويملك عدداً من البيوت البلاستيكية، أشار إلى أنه لم تشهد الزراعة المحمية وضعاً سيئاً كالذي تشهده هذه الأيام والسبب في ذلك يعود إلى الارتفاع الكبير بأسعار وسائل الإنتاج حيث تضاعفت بشكل لا يتناسب أبداً مع أسعار المحاصيل أثناء تسويقها ما يعني عدم حصول المزارع على مردود جيد، أضف إلى ذلك غلاء الأسمدة الكيميائية والعضوية بشكل كبير مقارنة مع السنوات الماضية وكذلك غلاء المحروقات الذي أدى لغلاء أجور نقل المحصول وهذا الأمر أرهق المزارعين وحمّلهم أعباء إضافية من ناحية الخسارة.
وبدوره المزارع عيسى يقول: تشهد الزراعة المحمية هذا الموسم تراجعاً ملحوظاّ نتيجة التكاليف المادية المرتفعة المترتبة على المزارعين للوصول بإنتاجهم إلى بر الأمان كيف لا و أسعار مستلزمات الإنتاج ارتفعت أضعافاً مضاعفة هذا الموسم عما كانت عليه في المواسم السابقة، نأمل من الجهات المعنية الوقوف إلى جانبنا ودعم هذا القطاع كونه يشكل رافعة للاقتصاد الوطني ومصدر رزق لآلاف العائلات في المحافظة.
نهاد أبوعيسى