الوحدة : 10-10-2023
“فقط نحاول أن نسأل”:
بماذا سنقايض باعة الريح؟
من يراهننا على قرع الطبول بهزيم الرعد؟
من الذي أطفأ نار المرافئ..
نهمس في آذانهم فينطفئ برق وجوههم
على التلال يشعلون شموع أعمارهم فتهبُّ عليها رياح الخريف، وتنطفئ الشموع ، شمعة إثر أخرى..
*
فقط نحاول أن نسأل:
ـ من يراهن على اصطياد الغيوم بشباك من خيوط العنكبوت؟
ستتمزق الشباك وتهرب الغيوم..
ــ بماذا ستعبئ سلال بيتك؟
ـ بالثمار المتساقطة من شجر الريح؟ أم بثمار الصفصاف؟!
لا تحاول أن تهز شجر الريح .. ستبقى سلتك فارغة.
فقط حاول أن تسأل:
من سيلمُّ خيوط أصواتهم عن أشواك الدروب؟
هل لنا أن نفتح شبابيك الأيام، لنطلّ على سهول السراب؟
كيف نبني قلاعاً من حجارة نهارات “فارطة”..
شمس الغد بعيدة..
رأسك.. رأسي.. وهذا القطيع من الرؤوس
سوف يسوقونه إلى منافي الخوف..
من قال: إنّ أكتافنا تصلح لأن تكون أغصاناً تحطَّ عليها الطيور الشاردة، والقادمة من غابات خريف بعيد.. خلف البحار السائبة؟
*
فقط حاول أن تسال:
الذي بينك وبينه سهل من الأشواك
كيف ستصل إليه وأنت حافي القدمين؟!
هذا الضياع ليس كذاك الصهيل..
“الإنسان العربي في عصوره كلّها – منذ العصر الطوطمي-
لم يعرف طعم السعادة، لا المهرجون، ولا المتفرجون على مدار القرون عرفوا طعم السعادة، في هذه المنطقة كلهم تعساء بتعساء”
“محمد الماغوط”
فقط نحاول أن نسأل:
الزهور التي قطفناها أين سنضعها؟ على صدور العصافير،
أم نغطي بها زرقة البحار؟
هذه السماء لنا..
هذه السفن للقراصنة
هذه الأغاني لنا
وهذه التوابيت لأبنائنا الذين قضوا في ميادين الحروب.
من قال: إنّ الأقحوان ينبت ذابلاً في مساكب الحبّ؟!
هذه الزغاريد لأمهاتنا
وهذه الدموع أيضاً لنا..
الشعوب ليست تفاحة للقضم
الشعوب أقمارٌ تكسرها الحروب..
وقت تنكسر الخوابي
بماذا سنعتق نبيذ كرومنا؟
ولا خوابٍ في بيوتنا.
بديع صقور