بين الشـط والجبل …موعــــد مع العيـــد

العـــــدد 9358

30 أيار 2019

 

أيام قليلة ويشرق العيد في ربوعنا والهضاب، في نفوسنا المتعبة، وثنايا حياتنا التي هدّها الوجع، وأرهقها عجاف السنين.
العيد هذا العام يحمل طعم الفرح والأمل معاً لأنه موشَّى بالانتصار ولون الربيع، يدق أبوابنا بثقة المنتصرين، هو اشتاق لنا بعد غربة سنين، كان يأتي فيها خجولاً من حزننا فكيف له أن ينشر الفرح في حارات الحزن، وبيارات اليباس، ولأن النصر يومض في سمائنا فمن طبع الأمور أن نفتح أبوابنا للعيد وتشرق قلوبنا لملاقاته، وها هو يتحضر ليجول بيننا وينشر الفرح وعبق الانتصار الذي تهبُّ نسماته هذه المرة من الشمال والشمال الشرقي لسورية في مواجهة هي الحاسمة لأبطالنا مع خفافيش الظلام وحراس الخراب.
سنوات ثمانية مرت لم يكن لفرح العيد ممر أو معبر إلى قلوبنا ولا مستقر في حياتنا، وكيف يكون له ذلك، والمصائب كانت رفيقة أيامنا، والحزن طقس يومي استوطن المآقي والعيون وسدّ الضوء إلى مسامات قلوبنا المفجوعة، لكننا نحن السوريين ورغم فيض الألم والهموم اعتدنا أن نستولد الفرح من رحم معاناتنا مهما استطال عليها الليل وكما يتهيأ العيد لتوزيع الفرح علينا نحن بالمقابل نتحضر لملاقاته متمثلين الحكمة القائلة: في قلب السواد بياض يختلج دائماً، وها هو البياض يشرق في نفوسنا بعد أن خاننا كثيراً، لكن يقيننا بقي ثابتاً أنه قادم وأننا على موعد لملاقاته.
ونحن نتهيأ لفرح العيد لنا أن نتساءل: ماذا لو استطاع مدعو الديمقراطية الزائفة، وأصحاب الرايات السود بسط سوادهم في أرضنا؟! ماذا لو تمكن النائمون في كهوف التخلف والجهل من تفجير وطننا كي يتسيد الغريب دمعة السيافين الجدد، ولا أقول المحافظين الجدد هل كان للعيد طريق يسير عليها ليوزع من خزائنه الفرح على أطفالنا . .؟!
هل كان له معبر أو مستقر أو محطة في حياتنا . .؟!
ماذا كان تبقى لنا..؟! بكل تأكيد كنا بقايا رماد وحطام ومجرد فعل مبني للمجهول في متحف التاريخ والذكريات.
يحق لنا أن نفرح ونفتخر بما أنجزناه مجتمعين في مواجهة طغاة العالم رغم المستحيل.
رغم أوجاعنا الحياتية، وظروفنا المادية الصعبة، رغم هروبنا الدائم من طلبات العيال وملاحقة الدائنين، رغم أشياء كثيرة وثقيلة نقول: أهلاً بالعيد أهلاً بالفرح المجدول من حكايات البطولة في الساحات وكل عام وأنتم بخير.

إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار