غسان عبد الله.. كاتب نذر نفسه لوطنه

الوحدة : 26-9-2023

دائماً نسعى للبحث عن قامات لها مكانتها الخاصة بين جمهور الثقافة والأدب، و التي لها الدور الأكبر في نهوض مجتمعاتها نحو عوالم الإبداع والأصالة. واليوم سنلقي الضوء على أديب وروائي وقاص نذر نفسه لخدمة ما تغلغل في كيانه للوطن ثم الهوية الثقافية، وذلك بلقاء مع الكاتب القاص الأستاذ غسان عبدالله.

– من هو غسان عبدالله، ومتى بدأ مشواره الأدبي وكيف؟

عندما كنت طالباً في الثانوية استهوتني الرواية والقصة وقرأت الكثير ، وكنت أسجل في دفتر مذكراتي بعض الأفكار أو المقاطع التي تحرك مشاعري ووجداني.

شغلتني الوظيفة والجامعة في مرحلة صعبة كان يمر بها الوطن، فكرّست جل وقتي لخدمة وطني، لسوريتي التي أنتمي وقد وهبتها حياتي ودمي، في العام ٢٠٠٦ بدأت أكتب القصة كتبت عن أمي وعن حالات خاصة عشتها وجدت بأنني لا أستطيع أن أترك القلم، فبدأت أرسم حروفي على ورقي، فكتبت العديد من الروايات والقصص القصيرة وفازت مجموعتي القصصية ” الوجه الآخر ” في المركز الأول في حلب.

كتبت في التربية والتاريخ والأدب والسياسة وبلغ مجموع ما أنجزته ٣٢ عملاً موزعة بين رواية وقصة وبحث..

– في علم اللغة متى يكون الكاتب قادراً على إيصال رسالته وكيف؟

بالطبع عندما يكون الكاتب ملتزماً بقضايا وطنه ويعيش معاناة شعبه ويتقن فن الكتابة وتصوير المشاهد بشكل جيد، يستطع أن يرتقي وينهض بمجتمعه ليحقق ما يصبو إليه بل ما نصبو إليه جميعاً.

– أيهما أسرع لإيصال فكرة ما للقارئ القصة أم القصيدة ؟

كلاهما حسب الأسلوب والفكرة وما يقدمه كلاهما.. لكني ككاتب أميل إلى القصة.

– برأيك كروائي ما الفرق بين القصة والرواية من حيث الكتابة والعناصر وما هدف كل منها ؟

تنوع الكتاب بين القصة والرواية، القصة تكون أقل جهداً وصفحاتها أقل من الرواية وتتحدث ربما عن موضوع واحد… لكن الرواية مفتوحة، ولها عدة فصول وعناوين، وتستطيع أن تعبر عن أفكارك أكثر من القصة.

– هل هناك إقلال من شأن الكتاب في الوسط الثقافي من جهة المراكز الثقافية أو الملتقيات والجمعيات الأدبية؟

نعم هناك إهمال للكاتب بشكل كبير وليس فقط إقلال فمنذ سنوات وخاصة خلال الأزمة السورية لم نجد كاتباً اعتلى منبراً في اللاذقية وتحدث عن رواية أو قصة فقط الشعراء أو ما يسمون أنفسهم شعراء؟!

– متى تشعر بالرضا عن نفسك أدبياً؟

أشعر بالرضى عن نفسي عندما أقدم كلمة أو فكرة يستفيد منها الآخر لكن بالمجمل نحن مقصرون جداً ولم أبلغ ذلك وأتمنى أن أقدم أكثر، ولكن الطرق مغلقة تماماً في وجه الكاتب.

– نلاحظ بعض التعديات على مملكة الشعر، كيف تفسر ذلك؟

للأسف هرب الجميع من شعر التفعيلة..إلى النثر، ولا بأس هناك من أجاد في هذا وقدم الجميل، ولكن في أيامنا هذه مات الأدب والشعر والفن والذوق والجمال وأصبحت منابرنا ليست لمن يملك القصيدة أو الشعر بل لمن يملك المال ويقدم على المنابر بالثناء والتبجيل، وهذا تعدٍّ على الأدب عموماً والشعر خاصة..

حتى بين الكتاب والنقاد أصبح هناك مرتزقة وسماسرة يبيعون ويشترون ويقدمون الإرث على أنه أبلغ الشعر والأدب..

– كلمة الختام:

أرجو من كافة مدراء الملتقيات والمراكز وجميع العاملين بالثقافة والفكر وكل أنواع الأدب أن يهتموا بالشباب والناشئة، ويقدموا لهم المساعدة لأنهم هم سياج الوطن وحماته، يحيطون بالوطن كالسوار بالمعصم وهم الذين يعتمد الوطن عليهم وقت الأزمات والحروب.

لذلك علينا أن نؤسس ونبني ونفعل العقل لنرتقي بهم ويحملوا مشعلاً فيه كرامة الوطن والأمة.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار