مسابقة و.. لكن

العدد: 9358

30-5-2019

أعلنت مجموعةٌ من الأصدقاء، عن مسابقةٍ في حُبِّ الآخرين،

وفعلاً فأحد الأصدقاء كان كالشجرة التي لا تكتفي بثمرةٍ واحدة، بل ثمارها بعدد ما تحتضنه من أوراق.
أمّا الفائز فكان كتدفّق نبعٍ لا يتوقف، ونال مكافأته وهي لوحةٌ تشكيليةٌ لفنانٍ شبه معروف يُتقن التشكيل والعزف من الألوان.
مضت الأعوام بسرعة غيمةٍ غادرها شتاؤها، والتقيت بصاحبي الشجرة والنبع، فالشجرة يبست من كثرة العطاء، والنبع توقّف عن الجريان من وطأة الديون، والمفاجأة أنّهما لم يفترقا عن بعضهما، وهما يلهثان من عطش الأيام التي اقتلعت منهما محطّات العودة من الأسفار.
وفهمتُ منهما أنّ من يحبّ الأشياء ويعمل على ارتقائها، لا بدّ وأنْ يقدّم ما لديه وبأقصى وأسرع ما يمكن للآخرين.
وقبل أن أغادر، صدمني أحدهما بقوله: لا تحمل أيّ عبءٍ مهما كان لأكثر من لحظةٍ، فربّما اللحظة التي ستليها أكثر عبئاً وقسوةً، كن كالبحر الذي يُلقي بهمومه عبر أمواجه على الشواطئ.
سألتُ عن اللوحة وكيف صارت؟
فأجاب صاحبها: صوّرتُ اللوحة مئات المرّات، وكلّما قدّمت مساعدةً لمستحقّها، أرفقت واحدةً منها مع المساعدة، فهو جديرٌ بجائزتي أكثر منّي، أمّا الأصليّة فلا أحد يقبلها حتّى من دون مسابقة؟!
أين نحن من حبّ الأشياء؟ فقد تعلّمنا كيف نكره، ولم نتعلّم كيف نحب؟

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار