قبل هروب أيلول!

الوحدة :18-9-2023

خفتُ أن يمرّ أيلول قبل أن أجد قلمي، قلمي الذي خاصمني ذات يوم عجزتُ أن أكون من خلاله أنا!

هنا، في الباقيات الجميلات من أيلول، أنتظر غيثاً، ليس أيّ غيث، أنتظر غيثاً يخاطب الروح، يصارحها، ويشير إليها بـ (أي ذنب قُتلت)، وينثرها في وادٍ سحيق، علّها تنبتُ مع أولّ رسول سماء يحمل الحياة تحت جفنيه!

هنا في الباقيات من أيلول، أستحمّ بنزف صخرةٍ لانتْ على البشر أكثر من البشر، أحدثّها فتفهم شوقي لما يمكن أن أكونه، ولما يمكن أن تكون.

أيلول، شهر الصخب داخل الروح، شهر الخصب في القصيدة، والولادة خارج الرحم، وخارج الزمن.

لم يعد أيلول مجرد (ورقات تطفر في الدرب)، ولم تكتفِ الغيمة بلونها (شقراء الهدب)، بل أصبح خزّاناً للأسى، للوجع، للترقّب الذي لا حدود له، وحكاية لـ (قطرميز مكدوس) بات صعباً على من قرر العيش بكرامته!

في جوف أيلول حكاية عمرها سنتان، وحده (الغيث) الذي أنتظره سيغسلها، ويعتق روحي من وجعها، وكلّ ما أخشاه أن يتأخر وتصبح الحكاية عنصراً جديداً في سجل وجعي المزمن.

 

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار