الوحدة: 12- 9- 2023
هل كتب المؤلف الأستاذ عيسى إسماعيل روايته (من أجل بيسان) لبيسان الصبية الفلسطينية الجميلة السمراء التي أحب، أم من أجل فلسطين التي ضاعت، وضاع اهلها، وتشردوا..
فكانت سورية البلد العربي الذي “يعاملنا معاملة السوريين ” كما يقول أحد أبطال الرواية.
ولن ننسى الطفلة الفلسطينية وهي في مشفى رام الله، وبعد إصابتها بطلق ناري في فخذها حيث كانت ترمي الجنود الصهاينة بالحجارة مع تلميذات مدرسة القدس، في مدينة القدس، قالت: أريد أن أكبر بحرية مثل أطفال العالم .. أريد أن أكبر نحو الأعلى كشجرة..
وفي مشهد من مشاهد الرواية، وما أكثرها..، يصف الكاتب الذي بدأ كتابه بالحديث عن دمشق العشق الأول له، حاراتها، ساحاتها، جامعتها، وهو الذي عرف دمشق كطالب جامعي جاء يدرس ويعيش في المدينة الجامعية، ويتحدث بتفاصيل عاشها جيل هذا الكاتب كلها، حيث نقل الصدق الذي أحسست به فأنا عشت ما عاشه كطالبة جامعية في نفس الزمن تقريباً.. في ثمانينيات القرن الماضي حيث كانت المدينة الجامعية ملجأ لكل طالب ومثالاً للنظافة، والرقي، والأرخص كسكن لطالب ترك مدينته أو قريته وجاء ليدرس، وقد ضمت الجامعة طلاباً من كل بلد عربي، وتعاملت معهم معاملة السوري، وأمنت ما يحتاجون من أساس، وبالتفاصيل الجميلة التي عاشها، وعشناها.
الكاتب الذي تغزل بدمشق، وساحاتها.. لم ينس بيروت، والغزل بمدينة تعانق الغروب فيقول على لسان بطل الرواية:
نصف الشمس غطس في البحر، والنصف الآخر على وشك أن يلحق النصف الأول، فيبتلع البحر شمس بيروت.
هو مشهد يتكرر أيضاً على الساحل السوري فالأرض واحدة، وقد قسمها الاستعمار .. على مر التاريخ .. وما تزال.
عن فلسطين المستعمرة حكاية، وألف ألف حكاية ينقلها الكاتب بصورها، والوقائع، السلبية كما الإيجابية، المحبة، والبغيضة، قصصاً وحقائق تاريخية في روايته ..
بيسان الشابة التي تعيش في مخيم اليرموك، بدمشق وأهلها، يحبها بطل الرواية عابد الحلو القادم من ريف حمص، والصديق لحسن الفلسطيني أخ بيسان، وقصص الشباب الذين يناضلون لعودة فلسطين لشعبها الذي عانى الويلات.
في الرواية .. يضيع عابد بين حبه لبيسان، ووصال زميلته في الدراسة الجامعية، ونضيع معه ..
في الرواية .. حكايات تدخلك في متاهات الحياة في المخيمات الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطيني، وتحكي عن العادات والتقاليد البالية في الزواج، وقصص الصراع الاجتماعي، كما الصراع لعودة فلسطين، الحب والوطن، الخيانة، الضعف، والقوة من خلال المقاومة الشعبية من سوريين ولبنانيين إضافة إلى الفلسطينيين في محاولة لإرجاع ما تم سلبه من حقوق العيش الكريم في وطن سلب أمام أعين العالم كله.
كما قال قائد فلسطيني يقيم في مخيم اليرموك بدمشق:
قبل أوسلو، وبعد أوسلو نحن فئران في هذا العالم، وثمة من يجري اختبارات علينا.
من أجل بيسان .. الرواية التي جمعت الحب ,والحرب ، بتفاصيل، ووقائع، وحقائق تاريخية مؤكدة..
فيها مشاهد بطولية، وفيها ضياع وخراب..
كما تضم قصة العاشق، المحب لوطنه ولكل عربي، عاشق ومناضل.. تفاصيل ووقائع وحقائق مؤكدة.. أما الحب فقد تركه الكاتب لمشيئة القدر .. لرؤية القارئ .. رؤية متفائل أو متشائم ..
رواية تأخذك إلى المعارك، كما تأخذك إلى السلام ..
شكراً لكاتب نقل صوراً ووقائع، كما نقل لنا مشاعر الحب الذي يسمو فوق الجراح.
الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب في سورية – ٢٠٢٣ في ١٩٠ صفحة ضمت ٢٦ عنواناً تبدأ بيوم لا ينسى، حسن الفلسطيني، وصال، و، و، وتنتهي ب أين أنت؟.
يذكر أن كاتب الرواية الأستاذ عيسى إسماعيل من مواليد عرقايا – حمص ١٩٥٨، ويحمل إجازة في اللغة الإنكليزية وآدابها من جامعة دمشق ١٩٨١، وله العديد من الإبداعات في القصة والرواية، وقد عمل مدرساً ورئيس تحرير لصحيفة العروبة بحمص من عام ٢٠٠٩ وحتى ٢٠١٢.
سعاد سليمان