المسـمار الأخــير .. الوطن لا يـُباع ولا يـُشــترى

العــــــــــــــدد 9356

الثلاثاء 28 أيــــــار 2019

 

وسط حضور لافت لجمهور اللاذقية المتعطش دوماً للمسرح، وعلى رأسهم مدير الثقافة الأستاذ مجد صارم، افتتحت على خشبة المسرح القومي في اللاذقية مسرحية /المسمار الأخير/ من تأليف الأديبة كلاديس مطر وإخراج الفنّان لؤي شانا، مدة العرض ساعة تمّت كتابته ومعالجته بطريقة مكثفة وذكية لقراءة أحد أهم جوانب الأزمة، ليقدم بقالب جاد عبر فكرة أساسية وهي /الخيانة/، ولإيصال فكرة أن الوطن لا يباع ولا يشترى، والخائن عاقبته وخيمة ولابد أن يهزم، لتجسيد الفكرة، اختارت الكاتبة ثلاث شخصيات تاريخية هم: بروتوس قاتل القيصر، ويهوذا الأسخريوطي وبطرس تلميذا المسيح، والذين ثلاثتهم، خانوا معلميهم كل بطريقته، ليرمز المعلم إلى الوطن الذي لا يمكن أن يغلب مهما كان نوع الخيانة له.

عن المسرحية /المسمار الأخير/ وعن تجربتها في الكتابة المسرحية حدثتنا الأديبة كلاديس مطر فقالت: المسرحية تعرض لموضوع يهمّ كل سوري في فترة ما بعد الأزمة خصوصاً فكرة العرض تتمحور حول مفهوم الخيانة، النص فكري تاريخي اجتماعي واقعي من إخراج الفنان المبدع لؤي شانا والذي تمّت معالجته بطريقة رائعة لتوصيل الفكرة الأهم وهي أن الوطن لا يمكن أن يكون خاضعاً لمساومات البيع والشراء والخائن مغلوب حتماً.
المسمار الأخير نتيجة تعاون وجهد مثمر بيني وبين الفنّان لؤي شانا، وأتمنى أن تكون لي تعاونات أخرى معه، واتجاهي نحو الكتابة المسرحية إيماناً مني بأهمية هذا الجنس الأدبي، ولأن المسرح في اللاذقية خصوصاً يترك بصمة مميزة بشكل عام على المشهد المسرحي في سورية.
وللمسرح دور كبير في رفع الوعي الوطني والاجتماعي وتكريسه إيجابياً.
مسرحية المسمار الأخير هي تجربتي الثانية في المسرح، بعد تجربتي الأولى /الثرثرة الأخيرة للماغوط/ وكما ذكرت سابقاً، للمسرح – خاصة في هذه الفترة – دور حاسم وكبير جداً في تهيئة المناخ العام نحو إعادة التوازن الاجتماعي، واللحمة الوطنية، ولا شك عندما يؤرخ العمل المسرحي اللحظة الراهنة لكاتب عايش هذه اللحظة وأبعادها وتفاصيلها، سيكون له دور أكبر وأهم. وعلى الأدب بكل أجناسه أن يؤرخ، ولا معنى له، أي للأدب إن لم يؤرخ ويطرح حلاً أو مقاربة، وهذا ما حاولنا أنا والمخرج أن نطبقه على /المسمار الأخير/ .
أما المخرج لؤي شانا فكان له أن رحب بالحضور وقدم المسرحية كتحية إهداء لشهداء سورية وشهداء الجيش العربي السوري ولروح زوجة وابن أحد الممثلين الأساسيين في العرض /خليل غصن/ للذين توفيا قبل افتتاح العرض بساعات قليلة، ومع ذلك تمّ تجاوز هذه الصعوبة وبدأ العرض في موعده تماماً دون أيّ تأخير. وناب عن الفنّان خليل غصن الفنّان غياث سليمة.
وقفة ثانية كانت لنا مع مخرج /المسمار الأخير/ الفنّان لؤي شانا، حدثنا عن المسرحية وتجربته الإخراجية بوجود المؤلف جنباً إلى جنب معه خلال التحضير للمسرحية فكان الآتي:
المسمار الأخير عرض مسرحي يحكي عن مفهوم الخيانة وما له من دور سلبي في الحرب الكونية التي شنت على سورية منذ بداية الحرب. وفي هذا العرض نعالج هذه القضية الحساسة التي أسهمت في التدمير والخراب، وذلك من خلال استحضار شخصيات اشتهرت في التاريخ من خلال خيانتها بروتوس، بطرس، ويهوذا الأسخريوطي، ولعل أهم ما يميز تجربتي الإخراجية هذه هو تناولي لنص مسرحي محلي ذكي ومتمكن، عكس تجاربي السابقة التي تعاملت فيها مع نصوص عالمية سواء قصة أو مسرح وقمت بإعدادها بما يتلاءم مع المجتمع السوري، وأحياناً كنت أعيد صياغتها محافظاً على الفكرة الأساسية، لا شك أن لوجود المؤلف أثناء التدريبات في مسرحية /المسمار الأخير/ أثره الإيجابي في تطوير العرض من خلال ورشة عمل مفتوحة شارك بها الممثلون والمؤلف، فمن يقرأ النص الأساسي ويشاهد العرض بعده، يجد ثمة تطور كبير في الأحداث.
بقي للقول:
تستمر المسرحية في عرضها لمدة 10 أيام من تاريخ افتتاحها في الخامس والعشرين من الجاري على خشبة المسرح القومي في اللاذقية الساعة الخامسة.
شارك في التمثيل وديع ضاهر بدور/بطرس/، نبيل مريش بدور /يهوذا/، خليل غصن ناب عنه غياث سليمة بدور /بروتوس/، وهي الأدوار الرئيسية بالمسرح إضافة إلى مجموعة من الممثلين: فايز صبوح، محمد أبو طه، مصطفى جانودي، عصام تفاحة، قاسم عبد الحق، أليسار صقور، لمى غريب، منال الشيخ، غفار منلا، يوسف حيدر، حمزة يونس، أما الفنّيون فهم (مخرج مساعد: غادة إسماعيل، تصميم الأزياء: ابتسام خدام، تصميم الديكور: سنان اسبر، تصميم الإعلان: علي فياض، إضاءة: براءة حسينة، صوت: آلاء إسماعيل، ماكياج: مهند نزيهة، تنفيذ الديكور: مالك يوسف) .

مهى الشريقي 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار