الوحدة: 29- 8- 2023
في لغة اكتناه الذات..والولوج في عوالمها العميقة …وتشعباتها ..تجلياتها وتحولاتها في مداراتها اللامحسوسة
يدرك الجميع أنّ الوحدة سكن الذات ونكوصها هو مكمن الجمود..منبع اليأس في عالم الوجود..وتراكم الهموم جبالاً من حزن وشقاء مقيمين.. ولعل قائلاً يقول: إن الوجود والعدم كحالتين منفصلتين ومتناقضتين..ومتضادتين لابد أن نعلم أنهما وجهان للحياة..وأنّ الانخراط والتماهي في مفرداتها الكلية يقي الإنسان شر التشتت والضياع..وهنا يبرز العلم قارب نجاة للمرء يقيه التعب وشرور السغب..وبالتالي الغرق في حالة من الاكتئاب القاتل..
ويحدث أن يأتيك من يحب الاحتجاب والوحدة … وتحاول إقناعه بأنّ
العزلة والوحدة لاتفضيان إلا إلى التّعب والألم السغب…وربما التّوحش..
وإنك لن تنجح إذا ماحاولت جاهداً..بأن تبيّن لهذا الإنسان أن الانعزال شعور مميت.
وأنه بينما يتفجر إحساسك كالنبع رقراقاً صافياً يغدق الخير ..
بينما آخر كماء راكدة في مستنقع آسن أو أدنى..
يهلكك وأنت تظهر له بأنّ:
حالتك القاسية تقود أملك إلى الهاوية…
تقدم له الدّرس المغزى ..
والهدف من هذا الكون..وهذا العالم وهذا الوجود الذي صنعه الله، فأحسن صنعه وخلقه..ترمي في أذنيه حفنة من أثير الكلام:
” لاتبتئس وكن النسمة تعانق الغيمة العالية
*- قبل نقطة آخر السطر : طائر قلبي..
حلّق أيا طائري
خذني معك
أنا زمن ألوّح لك
وأنت لم تدر
ايّ طريق..
قلبي إليك سلك..
خالد عارف حاج عثمان