الوحدة: ١٩-٨-٢٠٢٣
في سياق النشاطات الأسبوعية للجمعيّة العلميّة أقامت الجمعية محاضرة ثقافية بعنوان (جبلة بداية القرن العشرين) ألقاها عضو الجمعية الأستاذ المحامي طه زوزو الذي دأب على توثيق تاريخ مدينة جبلة ومعالمها الأثرية منذ فترة الثلاثينات، فهو ناشط بيئي وتراثي شغل مهاماً ومناصب عدة وإحداها مستشاراً سابقاً في إدارة قضايا الدولة، وتناول في محاضرته مسيرة حياته 86 عاماً والتي بدأت منذ فترة الانتداب الفرنسي، مشيراً إلى أن تعداد سكان مدينة جبلة الموغلة في القدم قبل الميلاد بمئات السنين كان يبلغ في الثلاثينيات 6000 نسمة ضمن بقعة جغرافية لا تزيد مساحتها عن 3كم مربع، وحدودها تمتد من خان شعيب وبوابة حارة مريج، إضافةً إلى الجبيبات التي كانت منازلها قليلة جداً ومتلاصقة.
وتوقف عند الحالات الاجتماعية والتعليمية والخدمية التي مرت بها مدينة جبلة آنذاك، حيث اتسمت العلاقات الاجتماعية بالتماسك نظراً للتواصل المستمر بين الناس، وفيما يتعلق بالتعليم كانت المدارس الإعدادية آنذاك في الخمسينات مختلطة ذكوراً وإناثاً وكان انتخاب عريف الصف يجري وفق اقتراع سري، كما كان المعلم يزور البيوت لإعطاء الدروس للطلاب دون مقابل، وفي المجال الخدمي تحدث المحاضر عن أعمال المجلس البلدي بجبلة في الثلاثينيات الذي كان يُدار
من قبل متطوعين من سكان مدينة جبلة دون أجر وبإشراف وجهاء المدينة.
ومن جهته رئيس مجلس إدارة الجمعية عز الدين علي أثنى على أهمية هذه المحاضرة التي تعد بحثاً أكاديمياً غنياً بالمعلومات والتفاصيل التي اعتمدت على الوثائق مشيراً إلى جانب مهم تناوله المحاضر ألا وهو أهمية تقديس الانتماء و الوطنية والقيم الاجتماعية الأخلاقية والسلوكية التي كانت رائجة آنذاك.
يُذكر أن تقديم المحاضر وإدارة محاور المحاضرة والحوار الذي تلاها جرى بالتعاون بين الزميل الصحفي خالد حاج عثمان والموجهة التربوية امتثال أحمد بحضور عدد من أعضاء الجمعية وأصدقائها.
ازدهار علي