الوحدة 19-8-2023
من يحبّ لا يكره… هذه من أبجديات الحبّ، التي علمّتنا إياها فيروز، وغابات الصنوبر البعيدة.. ألقي عباءة شوقي على طريق لا يعرف إلى أين يتجه، أعفّر وجهي ببقايا أنين مزروع خلف صخرة تتحدّى الزمن، أوزّع أسرار ذكرياتي على أسراب السنونو، وأجلس مكسوراً في ظلّ حكاية أتعبها الانتظار، ألاقحها ضجري، علّها تُولد من جديد..
ليس بعيداً في الزمن، كان فنجان القهوة أحد طقوسنا الصباحية، وقد استبدلناه بجولة نكد، وهروب اضطراري من المنزل حتى دون قبلة بعيداً عن أنظار الصغار! لماذا القهوة، وهل من حاله كحالنا يليق به فنجان القهوة، وهل يستحقه، ألا يكفينا أننا ننازع من أجل البقاء، وباقون رغم أنف كلّ شيء!
في بيتنا، لم نعد نخشى الفئران، فقد يئست من وجود كسرة خبز، فالمخصصات (القليلة) هي لنا فقط، ولن نشارك بها فأراً أو هرّاً!
تقول الحكاية التي لم تُنشَر بعد: أنه، وفي مكان ما، سيولد أملٌ، وأن منتظريه هم من سيقتلونه من كثرة محاولات التعلّق به، تماماً كالعميان الذين رزقوا بصبيّ!
وتقول الحكاية أيضاً أن مجنوناً ما، وربما أكثر، سيؤلّف أغنيات للحب، ولكن لن يسمعها إلا أولئك الذين جرّدوا أهل الحبّ من مشاعرهم، وستلتقي بهم الإذاعات ليحدثوا المحبين الحقيقيين عن الحبّ!
وتقول الحكاية، ستقول أي شيء، كلّ شيء، إلا الشيء الذي يعيد لك هدوءك النفسي، وسلامك الداخلي، فهذا مؤجّل إلى حين!
غانم محمد