الوحدة: 15- 8- 2023
شيءٌ ما يجذبني للرحيل إلى الَّلا عمر، فأرى لحظاتي أنفاساً تتسابقُ شهيقاً وزفيراً، وبسرعةً لا أكاد أجد فيها صديقاً أو نصف صديقٍ.
كُلّ الذي أمامي: أربعة اتجاهاتٍ تآلفت في اتجاهٍ واحدٍ يقودني إلى الّلا مكان، وقد تساقطت فيه أحلامي وذابت ذوبان الثلوج في صيفٍ (إفريقيٍّ) حار!
أبحث عن الماضي، فلا أرى فيه سوى كومة قشٍّ، القشةُ الواحدة تقصم ظهر البعير.
في رسالةٍ كتبتها لصديقٍ قبل ثلاثين عاماً قلت فيها: كلماتي كملابس زاهية نظيفة على حبل غسيلٍ.
لم أدرك أنَّ ذلك الحبل قد تحوّل للتسلق، ولو كان المتسلق كسيحاً، فهو يسعى بركبتيه وأسنانه!
ولأنني لا أجيد الرقص على الحبال، فثمة شيء يجذبني دائماً للرحيل إلى الّلا عمر، مصطحباً معي بطاقة راتبي الشهري، والتي لا أملك سواها، وهي بحقٍّ ورقة عزاءٍ ينقصها فقط تاريخ الوفاة ليس إلاّ؟!
سمير عوض