سمعتها أم كلثوم وهي طفلة، وتنبأت لها بمكانة مرموقة..  نجاة الصغيرة الأصل دمشقي، والصوت (ضوءٌ مسموع)

الوحدة : 13-8-2023

 

يصف الكاتب والشاعر الكبير مأمون الشناوي صوتها بأنه (الضوء المسموع)،

وهي منذ الخمسينيات تقف على قمة الغناء العربي، وعلى مدى نصف قرن لا تعرف نجاة، غير القمة، مهما واجهت من عواصف وأنواء وأمزجة وتيارات غنائية متعددة، الهمس هو أسلوبها في الغناء وفي الحياة، ولهذا كانت تهمس فيصل صوتها شهابَ نور قادماً من السماء، بعد أن غادر موقعه بجوار النجوم.

يقول الناقد طارق الشناوي:

ليست «نجاة» مجرد موهبة منحها الله صوتاً عبقرياً، أحاطت نجاة هذه الموهبة الربانية بذكاء فى الاختيار، لديها القدرة على انتقاء كلمات الأغاني بالعامية والفصحى، لو أنك مثلاً أحصيت عدد الأغنيات الفصحى التي رددها جيل «نجاة» مثل «وردة» و«شادية» و«فايزة» و«صباح» لاكتشفت أنهن جميعاً لم يتجاوزن في القصائد المغناة عدد أصابع اليدين، بينما رصيد «نجاة» يصل إلى خمس عشرة قصيدة، منذ أن رددت للشاعر زكي الطويل والد الموسيقار كمال الطويل فى الخمسينيات (قل ادع الله إن يمسسك ضر)، وتتابعت بعد ذلك قصائدها لكامل الشناوي وسعاد الصباح، كان لنزار قباني النصيب الأكبر منها.

 

 

و «نجاة» و«عبدالحليم» وجهان لنفس العملة الغنائية، لا تبحث كثيراً عن مساحات صوتية، إذا أردت كمال الصوت فأمامك «سعاد محمد» و«محمد قنديل» لا ينافسهما أحد، أما إذا أردت الإحساس فإن «نجاة» و«عبدالحليم» يصعدان للقمة، تملك «نجاة» من جمال الصوت أكثر مما تملك من كمال الصوت، ولا يوجد فى تاريخ الغناء العربي من استطاع أن يجمع بين الجمال والكمال سوى «أم كلثوم».

 

ويشير الشناوي إلى أن مشوار «نجاة» الغنائي يقترب من 60 عاماً، حيث بدأت في منتصف الأربعينيات، وهي طفلة تقف على كرسي حتى تطول الميكروفون، وتغني لأم كلثوم عدداً من أغانيها مثل «يا ظالمني» وتستمع لها بالصدفة «أم كلثوم» وتتوقع لهذه الطفلة مكانة مرموقة، ثم في مطلع الخمسينيات يقدم لها «محمود الشريف» و«مأمون الشناوي» أول لحن خاص بها (أوصفولي الحب)، كان «مأمون الشناوي» يكتب عن مشاعر فتاة صغيرة فى مرحلة المراهقة تسأل عن الحب، بعد أشهر قلائل يتمكن «كمال الطويل» من أن ينطلق بها إلى ذروة جماهيرية مع كلمات «مأمون الشناوي» أيضاً فى (أسهر وأنشغل أنا).

 

حقق اللحن نجاحاً استثنائياً، ويكرر النجاح مع (ليه خلّتني أحبك؟)، ثم يستوقف صوتها «محمد عبدالوهاب» ويقدم لها (كل ده كان ليه؟) أيضاً لمأمون الشناوى وبعد أن سجلتها بصوتها يغنيها «عبدالوهاب»، والناس تذكر عادة «كل ده كان ليه؟» بصوت عبدالوهاب، رغم أن مطربته الأولى هي «نجاة»، وبعد سنوات يواصل «عبدالوهاب» الطريق بـ«لا تكذبي»، «ساكن قصادي»، «أيظن»، «ألف أهواه» وغيرها، فهى و«عبدالحليم» كانا لهما النصيب الأكبر من ألحان«عبدالوهاب».

 

* نجاة الصغيرة مواليد 11 آب 1938  و شقيقة سندريللا الشاشة الراحلة سعاد حسني، وهي من عائلة لأب دمشقي، خطاط شهير، هو محمد كمال حسني البابا، وهو ابن عم الفنان الراحل أنور البابا الشهير بشخصية (أم كامل).

* وكان يطلق على بيتهم (بيت الفنانين)، فشقيقها عز الدين حسني موسيقي وملحن، وشقيقها سامي حسني عازف تشيللو، ومصمم مجوهرات، وخطاط، إضافة إلى السندريللا الراحلة سعاد حسني (1943 –  2001).

 

* تعاونت مع كبار الملحنين: محمد عبد الوهاب- كمال الطويل- بليغ حمدي-  سيد مكاوي- محمد الموجي/ ملحن عيون القلب.. ومع شعراء كبار، يتقدّمهم نزار قباني، ومأمون وكامل الشناوي..

 

* من أشهر أغانيها:

 

(أيظن – عيون القلب-  لاتكذبي-  أسألك الرحيلا-   لاتنتقد خجلي-  أنابعشق البحر- أما براوة، التي أعاد غناءها نجم الإمارات حسين الجسمي..)

* تزوجت مرتين، الأولى بعمر 16 من زميل شقيقها كمال منسي من ١٩٥٥ إلى ١٩٦٠  وانجبت منه ولداً وحيداً، والمرة الثانية من المخرج حسام الدين مصطفى، وانفصلت عنه بعد مدة قصيرة.

* شاركت نجاة ب 13فيلماً مع نجوم أمثال: (اسماعيل ياسين، وفؤاد المهندس، وعادل إمام، ورشدي أباظة، ومحمود ياسين، وحسن يوسف..)

جورج ابراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار