خافت الموت، وعشقت مصر، أميرة الغناء العربي وردة الجزائرية

الوحدة: 10-8-2023

بوجود كوكب الشرق أم كلثوم، وطغيان وهجها على الساحة الغنائية في العالم العربي، تُوّجت وردة الجزائرية (1939 – 2012)، المولودة في باريس لأب مصري وأم لبنانية من بيت (يموت)، باسم (وردة محمد فتوكي)، والتي تمر هذه الأيام ذكرى ميلادها الرابع والثمانين، بلقب (أميرة الغناء العربي)..

وبهذه المناسبة نطل على بعض كواليس حياتها التي كانت حافلة بالأغنيات والأفلام وبعمالقة شعراء الأغنية والملحنين الكبار..

* تُعدّ وردة أيقونة فنية عربية، لا سيما أنها كانت تتمتع بأداء وإحساس عاليين، وهي عندما استمعت لأغنية «تخونوه» للعندليب عبد الحليم حافظ، وكان عمرها لا يتجاوز الـ20 عاماً، قالت: سيأتي يوم ويلحن لي هذا الملحن وسأتزوجه، وبالفعل مرّت الأيام وجاءت إلى مصر وقدمت فيلمي «ألمظ وعبده الحامولي»، و«أميرة العرب» وتعرفت على بليغ حمدي، لكن والدها رفض ارتباطهما في ذلك الوقت.

* علاقة وردة بالوسط الفني في مصر كانت طيبة، خصوصاً بالفنانين (يوسف وهبي، ورشدي أباظة، وعادل أدهم، وكانت تشير إلى شخصية الفنانين الراحلين عادل أدهم ومحمود المليجي الواقعية، والمغايرة تماماً لطبيعة أدوارهما على الشاشة التي كان يغلب عليها اللمحات الشريرة.

وردة كانت تحب أداء الفنان الراحل أحمد زكي، وتحترمه وتشيد بقدرته الفنية، وكانت ترى أن لديه كاريزما وقدرة فائقتين على الإقناع والتنوع حسب كل شخصية.

 

كما كان فيلما «حكايتي مع الزمان» و«آه يا ليل يا زمن»، من أحب الأفلام لقلبها، لاقتناعها بدورها وبأدائها، وكذلك مسلسل «أوراق الورد»

* وردة أحبت أغنياتها التي قدمتها في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، خصوصاً التي قدمتها من ألحان بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب، وعمار الشريعي، وكلمات عبد الرحمن الأبنودي.

ولعب «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب دوراً كبيراً في مسيرتها، لمرجعيته الثقافية والمهنية، وعلمه وعبقريته وشخصيته التي تفرض ذلك».

* وقد أبدى نجلها (رياض جمال قصيري) استعداده لإقامة متحف لوالدته، يضم مقتنياتها، وأنه لا يمانع في تقديم سيرتها درامياً، لكنه اشترط في الوقت نفسه أن يكون له دور إشرافي على كتابة السيناريو، بالإضافة إلى أهمية وجود إنتاج جيد وذي إمكانيات عالية، وإخراج متميز حتى يليق العمل باسم وردة، وشدّد على أنه لن يتنازل عن أي شيء من حيث الإمكانات الفنية.

 

* وعن (الجَدة) وردة، يقول رياض، إن وردة كان لديها حفيدان خلال حياتها هما دلال، ابنة شقيقته، المولودة عام 1984، وابنه جمال الذي ولد عام 2007: «في الفترة التي ولدت فيها دلال لم تكن وردة جاهزة لتكون جدة، لأنها كانت في عزّ مجدها الفني، وعندما أصبحت جدة فمن الطبيعي أن يؤثر الأمر عليها من ناحية التقدّم في السّن بصفتها فنانة لها جماهيرية عريضة، بعكس علاقتها بحفيدها جمال، فعندما وُلد كانت جاهزة معنوياً ونفسياً للأمر، فتكيّفت معه بشكل ملحوظ لأنها كانت بعمر الـ68 عاماً».

* عشقت وردة الجزائرية مصر قبل أن تزورها، خصوصاً حين كانت تعيش في فرنسا، فكانت تتابع على الشاشة الأفلام القديمة لأم كلثوم، وفريد الأطرش، وأحبت الثقافة والموسيقى والطرب والطعام المصري»

و كانت تملك ثلاث ثقافات (الفرنسية والجزائرية والمصرية)، واختارت بكامل إرادتها اتباع الثقافة المصرية بعكس الثقافة الفرنسية التي فُرضت عليها بحكم مولدها وكذلك الثقافة الجزائرية، لأن والدها جزائري، لذا مصر كانت بيتها وحياتها وأكثر سنوات عمرها عاشتها فيها، حيث أمضت ما يقرب من 42 عاماً مقارنة بسنوات عمرها بفرنسا، التي قضت بها ما يقرب من 20 عاماً والجزائر 10 سنوات فقط.

* أقرب الناس لها كانت الفنانة المصرية نبيلة عبيد، وكانت تحبها وتقف بجانبها في كل أزماتها الحياتية والمرضية ودائمة السؤال عنها، كما كانت تحب الاستماع لـ«جورج وسوف، وحسين الجسمي، وصابر الرباعي، ووائل كفوري، وكاظم الساهر، وفضل شاكر، ومروان خوري».

ينفي ابنها أن تكون والدته قد أوصت بدفنها في وطنها الجزائر مثلما شاع:

«لم توصِ بشيء من هذا القبيل، فقد كانت تخاف من الموت، ولم تتحدث يوماً عنه، أو حتى عن فكرة رحيلها، وقرار الدفن في الجزائر كان قراري أنا وشقيقتي، لنتمكّن من زيارة قبرها والاهتمام به، وحينها وجدنا كل الدعم والمساندة من السلطات الجزائرية في نقل الجثمان بطريقة تليق بها ودفنها في مربّع الشهداء بمراسم رسمية».

* أطلقت اسم رياض على نجلها تقديراً للموسيقار الراحل رياض السنباطي، الذي قدمت من ألحانه روائع عدّة، لا تزال باقية إلى اليوم ومنها «لعبة الأيام». أمّا بدايتها مع بليغ حمدي فكانت من خلال أغنية «العيون السود»، وحينها بدأت مسيرة وردة الحقيقية في بداية السبعينات من القرن الماضي.

نجحت مع كل الملحنين الذين تعاملت معهم على غرار كمال الطويل، ومحمد الموجي، وسيد مكاوي، وحلمي بكر، وعمار الشريعي، وصلاح الشرنوبي، وفريد الأطرش.

* قدمت 289 أغنية عاطفية، و 77 أغنية وطنية، و 37 أغنية دينية.

ولها 6 افلام:

ألمظ وعبده الحامولي 1962

أميرة العرب 1963

صوت الحب  1973

حكايتي مع الزمن  1974

آه ياليل يازمن  1977

ليه يا دنيا  1994

و 3 مسلسلات (أوراق الورد) ، (الوادي الكبير) ، (آن الأوان)

 

جورج ابراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار