العدد: 9354
الأحد-26-5-2019
أقام فرع اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية ندوة علمية شارك فيها الأستاذان الدكتوران: جهاد ملحم، محي الدين نظام، وهما أستاذان في كلية العلوم جامعة تشرين.. قدّم الندوة د. صلاح الدين يونس رئيس فرع اتحاد الكتّاب العرب باللاذقية وذلك في صالة الجولان بمقرّ الاتحاد.
حملت الندوة عنوان: (السيناريو العلمي لنشأة الكون..)، الدكتوران المشاركان في الندوة معروفان بأبحاثهما العلمية المتنوعة ومؤلفاتهما وكتبهما البحثية والفلسفية العديدة.. د. جهاد ملحم، أستاذ في قسم الفيزياء جامعة تشرين له العديد من الأبحاث والمؤلفات في مجال اختصاصه إضافة إلى الكثير من المقالات العلمية والفلسفية المبسّطة حول العلوم عامة والفيزياء خاصة منشورة في مجلات سورية وعربية وقد كتب في مجلة المعرفة أكثر من ثمان وعشرين بحثاً في فلسفة العلوم وفي مجلة عالم الفكر الكويتية أمّا د. محي الدين نظام، فهو أيضاً أستاذ في قسم الفيزياء جامعة تشرين وهو رئيس قسم الفيزياء حالياً، خريج فرنسا، جامعة بيير و ماري كوري باريس، له العديد من المؤلفات العلمية وأربعة كتب جامعية نذكر منها: ميكانيك الكم، نشر حوالي ثلاث وعشرين مقالة علمية في مجلات محليّة ودولية، شارك مع د: جهاد ملحم في محاضرات مشتركة في محاولة لتبسيط العلوم.. هذا وقد حضرنا بدورنا هذه الندوة العلمية الهامة التي هدفت بمجملها إلى تعميق المنهج العلمي التجريبي لأن الثقافة العلمية ليست مجرد نشر الحقائق العلمية وإنما هي منهج عمل وأسلوب تفكير حيث استعرضت الندوة بكل محاورها وتفاصيلها التأملات الفكرية والفلسفية عبر التاريخ لموضوع شغل العقل البشري، كيف نشأ الكون..؟ هل له بداية وهل له نهاية؟ هل هو مستقر؟ هل هو متغير؟ وقد قيل الكثير في هذا الموضوع كانت في أغلبها أسطورية تتناسب مع تطور التاريخ البشري ومنذ القرن السادس عشر عندما أعلن كوبرنيكوس أنّ الشمس وليست الأرض هي مركز الكون أخذت هذه الأفكار تتفاعل وعندما جاء (غاليللي) مؤيداً لكوبرنيكوس دخل في صراع مع الكنيسة الرومانية التي كانت تتبنى نظرية (بطليموس) بأنّ الأرض هي مركز الكون حيث كان القديس (أوغوستين) أدخلها في صلب التعاليم المسيحية وكل مخالفة تدخل في نطاق الهرطقة والكفر.. ومع تطور العلوم الفلكية والفيزيائية مع بداية القرن العشرين وظهور التلسكوبات الحديثة التي ترصد أجزاء واسعة من الكون تبّين أنّ هذا الكون غير مستقر وأنّ له بداية وهذه البداية هي ما يطلق عليه الانفجار الأعظم، البيح بانغ التي تقول أنّ الكون بدأ من نقطة ذات كثافة ودرجة حرارة كبيرتين جداً جداً وأخذ يتمدد في مراحل متعددة متنقلاً من طورٍ إلى طورٍ حتى وصل إلى وضعه الحالي ويجمع العلماء أكثريتهم على صحة النظرية لوجود عددٍ من الدلائل العلمية على صحتها وأهمها الإشعاع الكوني المتطفل الذي تبلغ درجة حرارته (K2,7) وهي بقايا الانفجار الأعظم عندما كانت درجة الحرارة (K10)32 وأخذ يبرد من حينها مدة مقدارها 13,8 مليار عام وهي عمر هذا الكون إضافة إلى دلائل أخرى مثل وفرة عنصري الهيدروجين والهيليوم في الطبيعة وتطرح نظرية (البيح بانغ) والتطورات الحاصلة في علم الفيزياء علم الكونيات أسئلة فلسفية ولا هوتية عميقة وتطرح أيضاً أفكاراً جديدة تنير رؤيتنا لهذا الكون الجليل والمهيب.
ندى كمال سلوم