صندوق عتيق

الوحدة : 2-8-2023

أصبحت صندوق بريدٍ عتيق، بقايا الرسائل فيه تفوح بحكايا (سندباد) ومغامراته على حصانه المائيّ.

ولكي أستمرُّ بالعيش: أسرقُ لحظةً هنا، وأخرى هناك، فأراني على مقعدٍ في حديقةٍ، أو أجوب الأزقة، أو أزور مريضاً لا يعرفني.

ولأني لم أعُد أصلح لتلبية احتياجات منزلي، يُطلقون عليّ: “أسنان المشط غير المتساوية” كنايةً على فشلي في تمشيط الجراحات/ أو تسريح فروة رأسٍ لا يهتزُّ شعرها، بل وأكثر من ذلك، فأنا أحسب الأوقات بشروق الشمس وغروبها. أما عقارب ساعتي فدورانها تارة نحو اليمين وتارةً نحو اليسار، وبين الحين والحين تتوقّف للاستراحة.

بائعة المقتنيات المنزلية المستعملة، تجنبني في تجوالهم، بحجة أنني صندوق عتيق لا يصلح إلّا أن يكون معلقاً على الجدران، ولو كانت تلك الجدران ماءً، فيذكر الجميع معها رسائل لم تُرسل، وهي تنتظر عودة من رحل بعيداً، فهو لم يرحل إلّا ليعود ولو بذكرياته يقول الشاعر:

ما يريد الفراقُ – لا كان – منّا

أشمتَ الله بالفراق التلاقي

لو وجدنا إلى الفراق سبيلاً

لأذقنا الفراقَ طعم الفراقِ.

 

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار