بنفسج بري

الوحدة : 30-7-2023

لم تعد تلك المدن تستحم بالضوء والعطر كما كانت تفعل..فقد فرت منها الوجوه، والمقاعد، والشواطىء،

والشبابيك العتيقة، والأحلام العالقة في الذهن كبنفسج بري حزين !! حدائقها تحولت إلى عجوز تسرح بقابا شعرها الفضي كل مساء، وتخبىء تحت وسادتها قصص العشاق القديمة وأصداف الخيبة والخذلان!!

حتى ساحات أعيادها أصبحت شبه فارغة إلا من صبية يتقاذفون كرة شبه مهترئة.. وبعض الألفاظ القاسية..

في تلك المدن أنت غريب حتى دون جواز سفر أو حقيبة.. منفي إلى أقاصي الروح والوجع..

في تلك المدن .. لايجد بائع العتيق مايقايضك به إلا قلقك ..حتى خبزة اليابس أصبح حلماً متواضعاً ..

على طاولة المقاهي ينام الضجر سعيداً..حيث لاينقض وضوء سباته سوى أشباه شعراء تبرأت منهم القصيدة والقافية !

لم تعد تلك الأيام تشبهنا..

ولا الأحلام ..

ولا الأرصفة التي كانت في يوم من الأيام أشبه بزاورق حلم جميل ..

وكأننا كبرنا على عجل !!!

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار