منارة الأمانة السورية للتنمية في القطيلبية مــبادرات مجــتمعية رائــدة وحــلول عمليــة لمواجـــهة تحـــديات الحــياة وتغيراتهـــا

العدد: 9353

23-5-2019

الأمانة السورية للتنمية، مؤسسة تنموية ميدانية رائدة في مجال التغيير الاجتماعي في سورية، تعمل يداً بيد مع الأفراد والمجتمعات المحلية لمواجهة تحديات التنمية بحلول مستدامة، وخلال ثمانية عشر عاماً من الخبرة في مجال تنمية المجتمع ركزت الأمانة كل طاقاتها في خمسة ركائز أساسية تضمنت تشجيع ودعم المشاريع الاقتصادية المعتمدة على الذات، وتعزيز وتطوير المهارات والطاقات الكامنة لدى الأفراد والمجتمعات، وبناء مجتمعات حية وقوية، وتقديم مفاتيح أساسية لمجابهة تحديات الحياة وتغيراتها، وذلك لتحقيق هدفها الأول وهو حماية الهوية الثقافية السورية النابضة بالحياة.

افتتحت منارة القطيلبية المجتمعية عام 2016 في ناحية القطيلبية في ريف جبلة التي تشكل عقدة وصل بين جبلة وقريتي الدالية وحمام القراحلة والقرى التابعة لهما والتي يقدر عددها بـ 45 قرية، بهدف تقديم خدمات الأمانة السورية للتنمية في المنطقة، التي وصل عدد الأفراد المستفيدين من خدماتها خلال العام الماضي الـ 60ألف مستفيد حيث تعد المنارات المجتمعية ومنها منارة القطيلبية أحد كيانات الأمانة السورية للتنمية وأهم نقاط التأثير الرئيسية التي تسعى الأمانة من خلالها إلى أحداث التغيير الإيجابي ضمن المجتمعات المحيطة به، هذا التغيير الذي يتمثل بخلق الدافع لدى الناس لتحسين واقعهم من خلال تأمين الاحتياجات الأساسية لمن تضرروا خلال سنوات الحرب ليكونوا قادرين على استعادة حياتهم تدريجياً، والمساهمة بتحسين الواقع المعيشي للحصول على مصدر رزق مستدام، وفتح الآفاق للجيل الجديد لاستكشاف ذاتهم والعالم من حولهم وتسليحهم بالمعرفة والمهارات التي تساعدهم على بناء مستقبلهم وأداء دورهم كمواطنين مسؤولين وفاعلين وذلك انطلاقاً من الإيمان بأن هذا التغيير لا يمكن أن يتحقق دون مشاركة الناس أنفسهم لصناعة الفرق وتبني مشاريع من شأنها تحسين واقع كل مجتمع بشكل جماعي والحفاظ على أثمن ثروة نملكها كمواطنين وهي هويتنا الثقافية الغنية والمتنوعة التي نحملها ونعيشها منذ زمن، ويصل عدد هذه المنارات اليوم 24منارة منتشرة في سبع محافظات سورية وتتوزع بين المدن والأرياف، لتقدم خدماتها التي تندرج ضمن قطاعات عمل عديدة أهمها:

* الدعم المجتمعي: الذي يتم من خلاله مساعدة الأفراد على امتلاك المبادرة والمساهمة في إدارة شؤونهم بنفسهم ويعتمد الدعم المجتمعي ولتحقيق هذا الهدف على تقوية المشاركة المجتمعية من أجل توفير البيئة المناسبة لبناء المجتمعات الحية والقوية، حيث يُنفذ ضمن هذا القسم جلسات النقاش المركزة التي يشارك فيها الأهالي ليحددوا احتياجاتهم ويوجهوا عمل المنارة، كما ينشط ضمن الدعم المجتمعي أكثر من 20 شخصاً يقومون بإجراء الزيارات المنزلية والمسوحات الاجتماعية لجمع البيانات وتحليلها لبناء برامج وأنشطة تناسب طبيعة وبيئة كل منارة، ويرتكز عمل القسم على تشجيع التطوع ونشر مفهومه من خلال الاعتماد على مشاركة الأفراد في الحملات والفعاليات والأنشطة التي ينفذها، حيث تجاوز عدد الأفراد الذين تم إجراء المسح المجتمعي لهم والمستفيدين من خدمات الدعم المجتمعي 12000مستفيداً.
* تنمية القدرات المعيشية
يهدف هذا البرنامج إلى دعم مبادرات الأفراد الذاتية لتتحول إلى فرص عملية تعود عليهم بالدخل اللازم عن طريق تقديم الدعم على شكل تمويل وتدريب وإرشاد، مما يساعدهم في بناء مشاريعهم الاقتصادية، ليتمكنوا من تحقيق الاعتماد على الذات وتأمين مصدر الداخل المضمون لهم، من خلال عدة برامج يعمل عليها القسم والتي تتضمن:
التدريب المهني: الذي يؤمن فرص التدرب على مجموعة من المهن التي يتم تأمينها بحسب الاحتياجات المسجلة من خلال دراسة المنطقة ونتائج المسوحات المجتمعية.
-المنح التشغيلية: التي تتضمن تقديم المنح التشغيلية لذوي الدخل المنخفض وذلك لمساعدتهم في إطلاق مشروع صغير أو متناهي الصغر، ليتمكنوا من رفع مستواهم المعيشي، حيث استطاع القسم تقديم خدماته ومساعدة حوالي 750 فرد في الفترة الماضية.
– تنمية القدرات الفكرية: وتهدف خدمات هذا القسم إلى مساعدة الأفراد في تحقيق التطور المعرفي والفكري على مختلف الأصعدة، عن طريق تحفيزهم للتعلم والتطوير الذاتي لمهاراتهم، إضافة إلى التدريب على المهارات اللازمة والضرورية للدخول في سوق العمل، وأيضاً يعمل على الأنشطة الترفيهية للأطفال وطلاب المدارس، ويدخل ضمن خدماته برنامج المناظرة المدرسية الذي يتم العمل عليها بالتعاون مع مديرية التربية ضمن المدارس، ليتجاوز العدد الإجمالي للمستفيدين من خدمات القسم المتنوعة 37500 مستفيد.
– الدعم النفسي: ويعمل على تمكين الأفراد الذين تعرضوا لضغوط نفسية، على مجابهة تحديات الحياة للوصول إلى مرحلة التعافي النفسي والاجتماعي وتخطي هذه الضغوط للاستمرار بالحياة وتأهيلهم ليصبحوا أفراداً فاعلين في المجتمع وذلك من خلال سلسلة من جلسات التوعية الهادفة والمنظمة، إضافة إلى عدد من الأنشطة والفعاليات التي تسلط الضوء على هذه الضغوطات وكيفية الحد منها وطرق التعامل معها بالشكل الأمثل، وقدم خدماته لما يقارب الـ 12500 مستفيد من مختلف الفئات العمرية ولكلا الجنسين.
* مبادرات للمجتمع المحلي
ولأن هدف المنارات المجتمعية تلبية الاحتياجات حسب المنطقة المتواجدة ضمنها، فقد عملت منارة القطيلبية على تنفيذ أنشطتها بما يتلاءم مع طبيعة المنطقة التي تعتبر جبلية ريفية حيث تم تنفيذ عدد من الأنشطة والمبادرات المجتمعية بالتعاون مع الأهالي منها:
-مبادرة قيمة التي تقول عنها مايا إحدى المستفيدات منها: الموضوع بصراحة كان أكبر من دفاتر وأقلام…الموضوع كان قصة ثقة بالنفس وعزيمة، مايا التي تبلغ من العمر 17 سنة، والتي بدأت قصتها: عندما تمت زيارة عائلتها من قبل ممثلي الأنشطة الخارجية عند قيامهم بالزيارات المنزلية في قرية قيبارو، والد مايا يعمل في الزراعة وليس لديه أي دخل ثابت في المنزل، على ذلك تمت إحالة العائلة إلى قسم المساعدات غير النقدية.
وأثناء الحديث مع أفراد الأسرة، تبيّن أن مايا قد تركت دراستها منذ فترة غير بعيدة بالرغم من نجاحها في الشهادة الإعدادية في العام الماضي، ولم تستطع التسجيل في الثانوية الفنية رغم رغبتها بذلك بسبب وضع أسرتها المادي وإحساسها أن إكمال تعليمها لن يفيد بأي شيء وسيكون عبئاً إضافياً على العائلة.
كان سؤال مايا (هل تودين العودة إلى المدرسة) كافياً لتظهر رغبتها الحقيقية في ذلك وعليه عرض ممثلو الأنشطة الخارجية المساعدة.
وبعد مرور أقل من شهر على الزيارة قام ممثلو الأنشطة بالتواصل مع إدارة مدرسة الشهيد عبد الكريم محمود للفنون النسوية واستكمال الأوراق المطلوبة لتسجيل الطالبة في المدرسة.
بعد تأمين كتب المنهاج الدراسي للصف العاشر اختصاص فنون للطالبة بالإضافة إلى تأمين اللباس المدرسي لها من قبل ممثلي الأنشطة الخارجية.
وتتم متابعة مايا والتواصل معها بشكل دائم وتحفيزها وتشجيع رغبتها في الالتحاق بالتدريبات التي يقدمها قسم المشاريع الاقتصادية عند الانتهاء من دراستها.
-مبادرة لفحة وطاقية:
قامت عدد من سيدات قريتي معرين وبطموش من خلالها بتنفيذ مبادرة «طاقية ولفحة» من خلال حياكة قبعات ولفحات من الصوف وتقديمها لطلاب المدارس الابتدائية في القريتين وذلك لحماية الأطفال من الإصابة بالأمراض التي تسببها برودة الطقس في تلك المنطقة التي تعرف بمناخها البارد وطبيعتها الجبلية.
-مبادرة نبع سلمية – نبع ضيعتنا:
بناء على مقترحات الأهالي ضمن الجلسات المركزة التي يقيمها قسم الدعم المجتمعي في مناطق شعاع المنارة، وبهدف تعزيز التعاون مع المجتمع المحلي وتشجيع روح العمل الجماعي تم تنفيذ مبادرة (نبع ضيعتنا) في قرية سلمية في وادي القلع التابعة لناحية الدالية حيث قام متطوعون من القرية بتنظيف مجرى النبع وتبديل الأنابيب التالفة بأخرى جديدة وصيانة الخزانات البيتونية التي يتم تجميع المياه ضمنها ومن خلال هذه المبادرة تم تأمين مصدر دائم لمياه الشرب لأهالي القرية الذين يعانون من قلة ضخ المياه الرئيسية في قريتهم.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار