الوطن أولاً فالقلب في «سرير الشمس»

العـــــدد 9353

23-5-2019

 

صدر عن دار ينابيع للطباعة والنشر مؤخراً الكتاب الشعري للشاعر السوري هيثم الضايع بطبعته الأنيقة والأولى..
سرير الشمس، كأنما يذكرنا بأغنية ( بكتب اسمك يا بلادي.. عالشمس اللي ما بتغيب).
تقع المجموعة الشعرية في مئة واثنتين وثلاثين صفحة من القطع المتوسط،
مشتملة على إحدى وخمسين قصيدة عمودية منظومة على الأبحر الخليلية، موزعة على قسمين:
× الشعر الوطني ويتألف من تسعة وعشرين نصاً، تمحورت مضامينها حول الوطن سورية اعتزازاً وافتخاراً وتمجيداص ودمشق بالتحديد رمزاً للكرامة والنضال العربيين والشهادة والشهداء المقاومة والتصدي للمؤامرة التي حيكت على سورية،
ففي رواية شمس سورية وهي أشبه بقصيدة ملحمية وقد تألفت من سبع قصائد قدم الشاعر فيها رؤاه، وعبر عن تمجيده لسورية المحبة، والصبر على الشدائد ومجابهة العدوان والإرهاب والمؤامرة:
يا شام لا تخشي الصلاء من الهوى،
ياشام أجنحتي ظلال تنشر.
وحين يتذكر تنكر العرب لدمشق نقرؤه مخاطباً جد العرب قحطان قائلاً:
ماذا أقول لأمتي يا يعرب،
هذي الذراري ليس فيها يعرب
قحطان قم واجلب عصا موسى التي أكلت صلاتهم وباء المطلب.
ومن أخرى: هلموا كالأسود على حدود،
لنصرع غازياً ذئباً سعورا
وعلى هذا المنوال من الشعر الوطني يتابعنا الشاعر بقية قصائد هذا القسم فنقرأ فيه بعض العناوين، على سبيل المثال لا الحصر:
شامية أنت، لا تحزني، فخر، لبوة جريحة، الشهيد وثلاثية الحب وغيرها.
أما القسم الثاني من الكتاب فقد عنونه بالشعر الوجداني وقد اشتمل على القصائد ذات العناوين الآتية: بوح العين، الجسد والروح، أسفي، من فم القارورة، حنين صدري، هز الرياحين، لا تحظر الشعر، بنت الكروم، كأنك عائدي، صدى المشيب، علمت ليلى، إلام المشتكى، ورود الحب، أحسد الورد، غربة مغرور، قم أيها الفجر، الأنا والهوى، صفاء الحب، أحبب كما ترضى، الليل والبدر.
إن المتتبع لهذه العناوين سيلحظ أن خيطاً نفسياً وروحياً يشدها إلى بعض، وإن المشاعر والقلب هما سيدا الأمر في هذه القصائد التي تقترب من حد البوح وقراءة الذات العاشقة والشاعرة، في قالب وجداني غزلي أنيق، لا إسفاف فيه ولا تعسف،.بل رصانة، ووصف ومناجاة يتلامح فيها الهدوء قريباً من الهمس بعيداً عن الخطابية:
روحي تؤانس خلدها ونظائري
صدوا الكوى وخلت لأضواء الشموس.
إن باعدت نفسي تحل بطيفها
روح تعانق كل أحياء النفوس.
وكما روح الشاعر صافية كذلك حبه المرتجى والمؤمل، إنه يبحث عن صفاء الحب وصدقه قائلاً:
لي يوسف الصديق ما طاع الهوى
وأحب سجنا خير من ظلم دعي.
ولنلج غزل الشاعر لنقف على طبيعته، ونتحرى أبجديته عند شاعرنا، لنقرأ قصيدته (علمت ليلى):
علمت ليلى نداء الحب من شجني
صارت تذوب وتذوي في صدى الزمن.
قالت كفانا أبعد الحب من خلد؟
دع مبضع الحب في شوق يبرحني.

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار