الوحدة : 19-7-2023
هو إنسان مُحب للحياة، رومانسيّ رقيق، لم تمنعه الظروف القاسية من البوح بكلماته وأشعاره الزجلية الراقية، هو يتلو ما تقدّمه ملكته الشعرية لرفاقه وجيرانه المقرّبين، يستذكر الكثير عندما تسنح الأحوال، الشاعر المُبدع عازار الريم، الاسم الذي يُنتج كل شيء جميل .. بشاعرية محكية عفوية يطلق العنان لأبيات، وكلمات قابلة لأن تكون من الأغاني، يمتلك عازار الريم الكثير من الصفات، لكن ذاكرته الحاضرة المتّقدة هي عنوان هذا الشخص الرومانسي، يتذكّر الماضي ويبوح بتفاصيل دقيقة، صفنة واحدة تأخذه إلى تفاصيل ذكريات قديمة (بالأبيض والأسود) فيسرح لسانه بأبيات زجلية غزلية قدّمها في مناسبة أو رحلة أجادها بعفوية، تنقّل كثيراً واعتلى منابر وتلا أشعاراً زجلية أمام الكبار من أصحاب هذا الّلون العتيق، إقامته في (مشتى الحلو) المكان الجميل ساعدت في أن يخالط شعراء لبنان الزجليين الموهوبين .. يتكلم بإسهاب عن الحياة القديمة بحلوها ومرّها، فيُنتج جلسة بريئة أمام مستمعين جيدين يتقنون التقدير، عاشر الشاعر الريم الكثير من الشخصيات، فأثبت موهبته وخياله الشاعري عبر بديهة حاضرة (لكن) عنوانه الأوحد المتشدّد هو أن (الحياة مليئة بالأشياء الجميلة) يقدّم في جلساته ما لديه من أفكار ونوادر ومواعظ .. يُنهي كلامه ويغادر بخطوات خجولة تشبه الهروب ليتوقّف فجأة معلناً العودة إلى ذات الجلسة، يستلّ من قميصه مشطه الناعم، ليسرح شعره الأبيض الناصع ويغطّي ما فعلت به السنوات، فيقدّم للحضور مقولة طريفة هادفة حضرت لتوّها تشبه العِبر، سِنوات عمره لن تمنعه في أن يكون برتبة المسافر لتوّه، ملامحه الخارجية توحي بماضٍ عريق وشباب طموح غمرته ظروف الحياة المتشعّبة، ليفتح المجال الواسع لأشباه شعراء متصنّعين، قدّموا أنفسهم مبدعين وعظماء في غفلة الأحداث وتسارع الظروف، فسوقوا أنفسهم، وسرقوا الألقاب، واشتروا دقائق قليلة خلف المنابر، ليعلنوا أنفسهم شعراء وأدباء مبدعين في عدّة سنين، فهل يشفع لنا الوقت في إعلان عازار الريم ؟!!.
سليمان حسين