الوحدة:17-7-2023
ولأنّ التّعبَ والإرهاق والإعياء حلّوا بي، فغلبني النّعاسُ
ووجدتُ نفسي في مكانٍ ظلال أشجاره تتبعني خطوة إثر خطوة، والجداول تتساقط أزهاراً.
في ركنٍ ما، فتاةٌ شعرها ذهبيٌّ بسماتٍ شرقيّة، وكأنَّ جمال الطبيعة ينعكس على وجهها!
أمسكت الفتاة يدي وقالت: هل لنا برحلةٍ لأجمل الكلمات على غيمةٍ هي سجّادةٌ تنتظر أن نسير فوقها؟
ونتيجة للهدوء الشّديد، أكاد أسمع حديث فراشةٍ لأخرى قربها، وأصغي للندى لحظة وصول قطراته، وهي تقفز على الأوراق الخضراء، أو نوافذ شرفةٍ يحلو الوقوف خلفها عند ساعات الصّباح الأولى.
اعتذرت للفتاة من مرافقتها، فأنا منشغلٌ بالهدوء، بل أنا صندوق لملء بعضاً منه.
أليس الهدوء منجمٌ للإبداع بشتّى صنوفه، وأليس اللغة هي الوعاء الفكريّ شريطة اقترانها بالهدوء؟
إنّ الصّخب والضجيج وانفلات الأصوات: بطانةٌ لكل جريمة.
الّمؤلفة (سوزان كين) صاحبة كتاب (quiet) ، تقول عن الهدوء: إنه سيولةٌ نّقديةٌ في جيبك، ومن لا يملك شيئاً من هذا الرصيد فهو مفلسٌ حقيقيٌّ.
لقد صار الهدوء حلماً في زمنٍ دخل فيه الضجيج أدقّ تفاصيل حياتنا، بل نحن نعيش عجقة اللا أخلاق في انتقاء مفردات لغتنا، تحولت أحاديث البعض لتلوّثٍ سمعيٍّ تغرق به الشوارع والأماكن العامّة كظاهرةٍ جديدةٍ.
وبعد: أليس الإصغاء للهدوء فنّاً، و… أليست الموسيقا هدوءاً لهذا الفن؟!
سمير عوض