العـــــدد 9351
الثلاثـــــــاء 21 أيار 2019
تكتسح الدراما السورية هذا العام شاشات الفضائيات العربية والمحلية مع أقوى المسلسلات والنجوم السوريين، لتستعيد درامانا ألقها وسطوعها وحضورها المتميزين خلال شهر رمضان الكريم، وتأخذ عجلتها بالدوران بإيقاع سريع ينتشلها من ركود وجمود سنوات خلت فرضتها الحرب الجائرة التي طالت كل مفاصل حياتنا وأرخت بظلالها السوداء على واقع الدراما السورية تحديداً فكان تراجعها ملموساً.
أمّا اليوم نحن أمام دراما سورية عبقرية بامتياز متكاملة العناصر نصّاً وسيناريو، مع أقوى القصص الواقعية والاجتماعية التي تلامس حياتنا وتسلّط الضوء على أدق تفاصيل يومياتنا وفي قوالب مختلفة، منها التراجيدي ومنها الرومانسي ومنها ما يتناول قضايا معاصرة كبرى إضافة إلى الحبكة الدرامية التصاعدية التي تجذب المشاهد وتشدّه إليها.
أسماء كبيرة لنجوم وفنانين سوريين تركوا، ومازالوا، بصماتهم في تاريخ درامانا العريق يكملون صنع نجوميّتهم وأثرهم الذي لا يمحى ليبقوا الرقم الصعب في كلّ زمان ومكان مع مفاجآت كبيرة يسجلها فنانون اعتقدنا لزمن أنهم من نجوم الصف الثاني، لكنهم هذا العام صدموا المشاهدين بأداء فوق العادة أزاح كثيرين من نجوم الصف الأول الذين سجّل بعضهم تراجعاً ملحوظاً لجهة الأداء والحضور، ولابد هنا من التطرّق إلى مشاركة النجوم العرب في دراما رمضان 2019، كما هو الحال في السنوات الماضية، وإسناد دور البطولة لهم على حساب كثيرين من نجومنا لكنها باتت عادة أو موضة دارجة وخاصة العنصر النسائي وتحديداً اللبناني، بإمكانياتهن المتواضعة أمام النجمات السوريات أداءً وجمالاً وتمكناً من أدواتهن الفنية والتمثيلية، لكن لا يمكن إغفال كونه عامل جذب يستند إليه مخرجو هذه الأيام الذين يمكننا وصفهم بالمبدعين هذا العام، فهم مهندسو مسلسلاتنا والمايسترو الذي يقود دفّة العمل الدرامي بإتقان وإبداع لا متناهيين ليثبتوا لنا، كما كلّ مرة أنهم الرقم واحد إخراجياً، بصماتهم الواضحة تجعل أسماءهم في مصاف العالميين دون منازع، ومعهم وبهم تحلّق درامانا في فضاءات التألق والنجومية، دون أن نغفل باقي الأنماط الدرامية التي تجد لها مساحة في خارطة دراما هذا العام وبقوة كالمسلسلات الكوميدية ومسلسلات البيئة الشامية التي لا يملّ منها وإن كان بعضها سجّل يوماً ما الحضور الأقوى والأثر الذي لا يمحى، إلا أنه اليوم تراجع إلى حدّ الإفلاس مع تعدد أجزائه دون أي إضافة جديدة تغني مسيرته وقصته الاجتماعية.
(مسافة أمان – سلاسل ذهب – دقيقة صمت – بقعة ضوء – هوا أصفر – حرملك..) وغيرها عشرات المسلسلات تعيد لدرامانا جمهورها وتتصدر المراتب الأولى لجهة المنتج الدرامي المتكامل (نصّاً وتمثيلاً وإخراجاً) ما يؤكد عودة الزّمن الذّهبي إليها، لتبقى دائماً وأبداً الرقم الصعب في تاريخ الدراما العربية والعالمية.
ريم جبيلي