الفنان رامي جحجاح: التفصـــيلات البســيطة تمنـــح اللوحــــــــة حـــالتهــا التعبـــــيرية

العـــــدد 9351

الثلاثـــــــاء 21 أيار 2019

 

فنان تحكمه جملة من المعايير أبرزها الحس الإنساني، وهو أكثر هذه العناصر امتزاجاً بشخصيته وتكوينه، يهتم بالتفاصيل الصغيرة، حريص على التعامل مع السطح الأبيض ليس كمادة خام صماء، وإنما كصديق يبث لواعجه وهواجسه وأحلامه تميز في رسم البورتريه، ومن زار معارضه ترسخت تعابير الوجوه المرسومة في ذاكرته وتركت انطباعاً لديه، إنه الفنان رامي توفيق جحجاح من طرطوس المشارك في الكثير من المعارض الفنية سواء بلوحاته أو بأعماله النحتية مستخدماً الصلصال لتشكيل الوجوه والأجسام..

* أعمال البورتريه هل تجد نفسك فيها، أم أنها وليدة الحالة التعبيرية؟
** نعم أجد نفسي في أعمال البورتريه، وأحس أن كل وجه من الوجوه هو وليد لمجموعة من المشاعر والأحاسيس الصامتة، وتعابير الوجه المرسوم تظهر حالة الشخص ومزاجه.
* متى ترسم؟ وما الذي يحثك على الرسم؟
** هناك أوقات محددة أرغب فيها بالرسم كوقت المساء تحديداً، وأنا محاط بعائلتي حيث أشعر بطاقة فنية كامنة، ورغبة ملحّة في الرسم وهدوء الليل وسكونه يحفزانني على العطاء الفني.
* كيف تتعامل مع اللوحة؟
** أتعامل مع اللوحة بكل عناية وتقنية، وكل تفصيل فيها أمنحه ما يستحق من الدقة والعمل اللوحة بالنسبة لي صديق أبوح له ما أشعر فيه، وما أفكر به فسطح اللوحة ليس جامداً بالنسبة لي.
* تتناول المواضيع بكثير من الواقعية، ماذا عن الموضوع وأهميته؟
** الفنان وليد الواقع الذي يعيشه فلا يمكن أن يفصل فنه عن واقعه لذلك تأثرت لوحاتي بالظروف التي تمر بها بلادي الحبيبة، وما ولدته من حزن وبؤس فانعكست تبعات الحرب على بلادي على الوجوه والمواضيع المرسومة.
* نلاحظ من خلال لوحاتك حضوراً قوياً للوجوه الإنسانية بحالاتها المختلفة فما هو السبب؟
** الوجه دائماً هو مرآة الجسم الإنساني، وهو المعبر الأفضل عن حالته الصحية والنفسية لذلك نلاحظ في كل وجه ما ينطق عن وضعه ومشاعره تشدني الوجوه بمختلف حالاتها وتعابيرها وسنيها تشدني لدرجة أرسم مباشرة ما كونه هذا الوجه من انطباع لديّ.
* أي الوجوه تشدك أكثر للرسم؟
** تشدني تلك الوجوه المسنة، التي تحمل كل انحناءة فيها قصة تجارب الإنسان وخبرته الحياتية، تلك البراءة الطفولية في عيني كبار السن، تلك البسمة الخجولة لأفواههم التي فقدت أسنانهم، وجباههم المليئة بتجاعيد تحكي قصة ومراحل عمرهم الماضي.
* تحرص على التفصيلات في لوحاتك، لماذا هذا الاهتمام؟
** من وجهة نظري لا بد من الاعتناء بكل التفصيلات مهما كانت بسيطة وصغيرة، لأنها تمنح اللوحة الفنية حالتها التعبيرية المثالية، وبدون هذه التفاصيل تفقد اللوحة الكثير من وظيفتها الفنية وغايتها المنشودة، وقربها من المتلقي والمشاهد للعمل الفني.
* كيف توظف الإضاءة في لوحاتك؟
** موضوع الإضاءة موضوع مهم في اللوحة الفنية ومن الضروري الاهتمام به وأنا أوظف الإضاءة في لوحاتي من خلال إظهار الأبعاد الثلاثة للوجه الإنساني، والتي تمنحه واقعية ودقة وجمالية كذلك أهتم بموضوع التظليل فهذا يعطي مصداقية أكثر في الرؤية سواء للموضوع أو للفنان ذاته أو للمتلقي على حد سواء.
* كيف ترى العلاقة بين اللوحة الفنية والمتلقي؟
** العلاقة وثيقة جداً بين اللوحة الفنية والمتلقي، وهي ليست ذات قيمة إن لم يتمكن المتلقي من الشعور بها، وفهم تفاصيلها دون شرح أو تعليق عليها، لأن الهدف الأساسي بالنسبة للفنان أن يكون على تواصل مع المتلقين، وأن تترك أعماله الفنية بصمة لديهم، وتستحوذ على إعجاب الآخرين.
* كلمة أخيرة
أحب الفن كثيراً، وبدأت في الرسم بسن مبكرة، عندي أعمال نحتية لكنني أميل للرسم أكثر، شاركت بمعارض كثيرة، آخرها معرض (فسحة لون) في دار الأسد للثقافة والفنون في اللاذقية وأحضر حالياً لإقامة معرض جديد.
كل الشكر والتقدير لصحيفة (الوحدة) الموقرة على ما تقدمه في مختلف المجالات من فائدة وتنوير ومتعة في القراءة من جهة، وعلى حرصها على تسليط الضوء على الأنشطة والفعاليات المقامة في الشريط الساحلي، وعلى اهتمامها بالفن والأدب والرياضة والجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من جهة أخرى وأتمنى لها مزيداً من النجاح والانتشار.

رفيدة يونس أحمد 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار