الوحدة: ٢٨-٦-٢٠٢٣
انطلاقاً من خبرتها وتجاربها الواسعة والمعمقة في الكتابة الأدبية، تفند الكاتبة: كاتبة وجيه كاتبة، من وجهة نظرها الإبداعية الخاصة، مدى علاقة الذكاء الاصطناعي بالكاتب والشاعر وتحدد ماهية هذه العلاقة وكيفية تأثير هذه التقنية على المهارات الإنسانية في المجال الأدبي، وذلك في مقالة لها بمجلة الرائد الثقافي تحمل عنوان ” علاقة الذكاء الاصطناعي بالكاتب والشاعر” ولأنها واحدة من أهم المقالات في هذا الجانب الثقافي، نورد من خلال السطور الآتية أهم ما جاء فيها :
بداية ترى الكاتبة أن الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات الحديثة التي تغيّرت بها حياتنا وأسلوب عملنا، فقد أصبح أداة رئيسية تدخل في صلب قطاعات مختلفة كالطب، والصناعة، والتجارة، وغيرها.
ومع تطور هذه التقنية، بدأ الكثير من الأدباء في استخدامها في أعمالهم الأدبية، وأصبحت علاقة الذكاء الاصطناعي بالكاتب والشاعر من أهم الموضوعات التي تثير اهتمام الكثيرين في عالم التقنية والأدب.
وتؤكد الكاتبة أن أهمية هذه العلاقة تأتي من خلال قدرة الذكاء الاصطناعي على إثراء المحتوى الأدبي بأفكار جديدة وغير مسبوقة، مما يزود قارئ المحتوى بخبرات جديدة.
ولكن، يجب ألا نغفل أن استخدام الذكاء الاصطناعي في صنع قصص أدبية لا يعني نهاية دور الأديب، لأنه أداة مساعدة فقط، ولا يمكن الاستغناء عن الكاتب الإنساني في إنشاء محتوى ذي جودة عالية.
وتورد الكاتبة في مقالها مجموعة من المهام للذكاء الاصطناعي وأهمها مساعدة الأديب على التفكير خارج الصندوق، وإضافة المزيد من التفاصيل المدهشة إلى شخصياته وأحداث قصته، كما أنه يحلّل النصوص الأدبية ويحدّد العلاقات بين الشخصيات والأحداث، وكل ما سبق يعمل على تطوير القصة بشكل أفضل. لكنه لا يستطيع خلق قصة كاملة بمفرده؛ فالأديب هو من يقرر مسار القصة وشخصياتها وأحداثها، فبالإضافة إلى ما ذكرته آنفاً، وظيفة الذكاء الاصطناعي هي المساعدة على تحسين جودة هذه القصة من خلال التحقق من الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية، وتوفير اقتراحات لتحسين التعبير أيضاً. كما أن بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يجمع المزيد من المعلومات حول موضوع ما، وهذا يسهّل على الكاتب إضافة المزيد من التفاصيل والإثراء للمادة. بالإضافة إلى تقديم اقتراحات لأفكار جديدة، حيث يستخدم بعض برامج الذكاء الاصطناعي في إظهار اقتراحات جديدة لأفكار كانت غير موجودة سابقاً، وهذه قد تسهّل على الكاتب إثراء فكرته.
وترى الكاتبة – من وجهة نظرها – أنه خير مساعد للكاتب، حيث يخفف العبء عنه، لأنه يستطيع إنجاز المهام المتعلقة بالكتابة أيضاً مثل تحرير النصوص وترجمتها، وهذا يسهّل على الكاتب تركيز جهوده على المحتوى. وتعتقد الكاتبة أن سلبياته تكاد تكون معدومة إذا استطعنا تداركها فقد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى فقدان بعض الإبداع والتفرد في الكتابة، حيث يمكن أن تصبح جميع المقالات والمحتوى متشابهة بشكل كبير عند استخدام التقنيات والأساليب نفسها. والنقطة الأهم تكمن في عدم تفهمه للثقافة، فقد لا يستطيع الذكاء الاصطناعي فهم بعض المصطلحات والأفكار التي تختلف من ثقافة لأخرى، مما يؤدي إلى خروج نص غير دقيق.
وتوضح الكاتبة أنه لتفادي ذلك الأمر يجب على الكتّاب والشعراء أن يستخدموا هذه التقنية بحذر وذكاء، مع الحفاظ على جانب الإبداعية والروحانية اللتان تميزان أعمالهم.
واستعرضت الكاتبة بعض التقنيات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي لإنتاج النصوص، كتقنية توليد اللغة الطبيعية (NLP): وهي تقنية تستخدم لإنتاج نصوص بشكل آلي، حيث يتم استخدام برامج حاسوبية محددة لتحويل المعلومات المراد إخراجها إلى نص مفهوم. وتقنية التعلم الآلي التي تستخدم في تحسين قدرة الحاسوب على فهم اللغة الطبيعية، وذلك من خلال استخدام نظام التعلُّم الآلي. بالإضافة إلى التحليل الإحصائي الذي يُستخدم لتحديد أفضل طرق إنتاج نص مفهوم من خلال دراسة كثير من المعطيات والإحصائيات، ويستخدم أيضاً تقنية تمكنّه من التعرف على الكلام وهي المسؤولة عن تحويل كلام المستخدمين إلى نص مكتوب.
وعن مستقبل الأدباء والكتاب. في ظل وجود الذكاء الاصطناعي وجهت الكاتية سؤالاً للذكاء الاصطناعي ChatGPT، وكانت الإجابة: “ كمساعد ذكي، لا يمكن لي التنبؤ بالمستقبل بشكل دقيق. ومع ذلك، فإن الروبوتات والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعدوا في إنتاج الأدب والشعر والكتابة، ولكنهم لا يمكن أن يحلّوا محل الإبداع الإنساني والخبرة الفريدة التي تأتي من خلال تجارب حيّة. لذلك، فإنه من المرجح ألا تصبح الروبوتات منافسة حقيقية للبشر في هذه المجالات.”
وخلصت الكاتبة في ختام مقالها إلى أنه يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي يشكل تحدياً كبيراً للغة العربية ولغات أخرى، ولكنه في الوقت نفسه يفتح أبواباً جديدة لتطويرها وتحسين استخدامها. فالمستقبل يحمل في طياته تطورات تقنية مذهلة، وعلى المجتمع العربي أن يستغل هذه التقنيات إيجابياً لإثراء لغته وثقافته. وعلى المؤسسات التعليمية والأكاديمية أن تضع خططاً استراتيجية لتدريس الذكاء الاصطناعي بشكل مناسب، والعمل على تأهيل المبرمجين والخبراء في هذا المجال. فلا شك أن مستقبل اللغة العربية سوف يشهد تحولات كبرى، وإذا تم استغلال التقنية بشكل صحيح فإن هذه التحولات سوف تؤدي إلى نضوج لغتنا وزيادة قدرتها على التعبير والتواصل.
فدوى مقوص
تصفح المزيد..