الوحدة: 22-6-2023
الأمان، أمان المواطن في أرضه وبيته، لا يتوقف على العامل الأمني فقط، بل هناك ما هو أشدّ فتكاً من الحروب التقليدية، والذي يُفقد هذا المواطن أدنى شعور بالأمان!
العجزُ عن تدبّر أمور كلّ يوم بأبسط المقومات، وغياب كلّ ما هو استراتيجي عن حياتك، والتشاؤم المطبق، ثالوث قلق يعشش في زوايا الروح قبل زوايا المكان، والأخطر من هذا كلّه أنه لا يوجد أي بصيص أمل في آخر النفق، أو بتعبير أدقّ لا نعرف أين نهاية النفق!
على مستوى (ضيعة صغيرة)، يتحكّم 3-4 تجّار جملة بكلّ شيء، يتصلون بأصحاب محلات السمانة مختصرين: ارفعوا الأسعار 5% أو 10%… هكذا، ودون نقاش، فتصبح التوجيهات حقيقة تلسع جيوب المواطن!
كأفراد، جرّبنا كل الحلول المتاحة، بل وحلّقنا بمحاولاتنا إلى ما هو فوق طاقتنا، والنتيجة إذعان للواقع الذي لا يرحم من جميع الجهات..
الطبابة والأدوية نار… الخضار والفواكه في عزّ موسمها ممنوع الاقتراب، السمانة للفرجة فقط، وحدها البطاطا، وبشكل خجول نوعاً ما بقيت وفيّة للإنسان العادي!
أسوأ ما في المشهد أن المدقق في التفاصيل يدرك أن العربة وُضعت أمام الحصان بدل أن يكون العكس، وهنا نشير إلى (السورية للتجارة)، والتي تبدو وكأنها تابعة للسوق بدل أن تكون قائدة له!
السوق يفرض صحن البيض بـ 32 ألف ليرة، لتوفر هي البيض في صالاتها بـ 30 ألفاً، وعند البيض كمثال يكثر الكلام: ثلاثة أرباع البيض المتواجد في السوق يفترض أنه من إنتاج مداجن الدولة، فهل يعقل أن يكون دخل الموظف (3) صحون بيض!!
أصبحنا نخجل من طرح الأسئلة، على أمل أن تبدد الأجوبة بعض الظلم الذي أطبق علينا كمواطنين لم نتأخّر عن واجباتنا، ولا نطالب إلا بجزء يسير من حقوقنا، ودمتم بخير أيها الساهرين من أجل خدمتنا.
غانم محمد