بناء العقول قبل إعادة إعمار البنى والمنشآت

العـــــدد 9350

الإثنـــــين 20 أيار 2019

خالد نبع

خالد نبع رئيس فرع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي باللاذقية قال: تأسس حزب الاتحاد الاشتراكي العربي في عام 1964 ليضم بين صفوفه مختلف شرائح الشعب ولاسيما الفقراء والبسطاء، حيث كان هم الرئيس جمال عبد الناصر تلك الشريحة وهو من قال: (لن أرتاح حتى أرى جميع الفقراء بحالة جيدة) وهو الذي أنجز لهذه الشريحة الكثير من الإنجازات فكان الإصلاح الزراعي وتأميم الشركات الكبرى وكان أيضاً القيام بنهضة صناعية ضاهت فيه مصر كبرى الدول.
وأما دور الحزب في سورية ولاسيما خلال الأزمة فقد اتجه الحزب ومنذ بداية الحرب الكونية التي تشنها قوى الإرهاب العالمي وبتوجيه من قيادته العليا إلى الشارع ولاسيما المناطق الساخنة واستطاع أن يدخل بين الناس ويوعيهم قدر المستطاع فخطورة المؤامرة التي يحيكها الأعداء عبر دعمهم للإرهاب وعملائهم الإرهابيين الداعشيين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين من أجل خلق الفوضى داخل المجتمع السوري وحرف سورية عن نهجها العروبي المقاوم بغية تحقيق أهداف الاستعمار وقوى الصهيونية، وتمكن الحزب في هذا المجال من إعادة الكثير من المواطنين إلى حضن الوطن، وإعادة الكثير أيضاً من المهجرين من خارج الوطن عن طريق المصالحات الوطنية، وكل ذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد الهادفة إلى الحفاظ على الدم السوري ودرء الفتنة لإفشال مخططات الأعداء.
ومع الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري والمتمثلة بتحرير الجزء الأكبر من الخارطة السورية من براثن قوى الشر والإرهاب تبدو مهمة إعادة الإعمار ضرورة وطنية من أجل تجاوز نتائج الأزمة وما تركته من آثار طالت الحجر والبشر وهنا يرى الحزب بأن إعادة بناء العقول هو التحدي الأكبر الذي يجب خوض استحقاقاته قبل إعادة بناء البنى التحتية حيث تتطلب هذه المهمة توعية الناس من خلال التواجد ما بين جميع الشرائح الاجتماعية ولاسيما الشعبية منها وذلك من أجل حثهم على ضرورة مواجهة ما يحاك على وطنهم وتعزيز شعورهم الوطني وتجاوز عقابيل الأزمة ومفرزاتها.
كما وتتطلب هذه المرحلة وكما يرى الحزب تعزيز دور القطاع العام الذي استطاع وعبر مراحل تاريخنا الحديث انتشال سورية من مختلف التحديات التي واجهتها ليس في هذه الأزمة وحسب وإنما خلال فترة الحصار الذي فرض على سورية في الثمانينات بعد هزيمة الإخوان المسلمين كما ولا بد من القيام في هذه المرحلة بتوفير المواد الأساسية للمواطن الذي تواجهه.
وأما عن قناعة الناس بالأحزاب فنحن كحزب اتحاد اشتراكي نتجه نحو فئتين أساسيتين من المواطنين الأولى الفئة المثقفة والثانية هي الشريحة الشعبية وهنا أشير إلى استطاعتنا وخلال الشهرين الأخيرين من تنسيب 52 شخصاً يحملون شهادات عليا (أطباء- مهندسين- دراسات عليا وهؤلاء من الفئة الأولى المثقفة).
أما بين الطبقات الشعبية التي يبدو همها الأساسي في تأمين لقمة العيش ومستلزمات الحياة فإن الحزب يعمل على الانتشار بينها حيث استطعنا بناء قاعدة جيدة بين أوساط هذه الفئة وسيلتنا في ذلك المساعدات المادية والمعنوية وحل المشاكل التي يعاني منها الناس وهو ما دفع الناس للدخول إلى صفوف الحزب الذي استطاع خلال العام الفائت تنسيب نحو 400 شخص من مختلف الشرائح إلى صفوفه وهو ما يؤكد بأن القناعة بفكر الحزب وأدبياته موجودة وتشكل حافزاً للانتساب إليه.
وأما في الإجابة على سؤال ما إذا كان بإمكان الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة إعادة النضج إلى العمل السياسي فأقول: نعم وبالتأكيد ذلك ومن خلال معايشة هموم الناس والتواصل مع مختلف الفئات الاجتماعية وتنمية الشعور الوطني والقومي لديهم إذ لا يجوز لنا أن نخاف من المشاكل والعوائق بل يجب علينا أن نؤمن إيماناً راسخاً بأن تلك المشكلات سوف تتلاشى أمام نهضتنا القومية وستزول أمام قوة حقنا في الوحدة والحياة.

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار