بدأ الفـــن بعد «التقــــــاعد»

العدد: 9349

الأحد-19-5-2019

 

 

قد يتبادر للذهن حينما تجد في أسرة واحدة أكثر من متميز أن الإبداع يورث، فهذه الظاهرة وإن كانت متواجدة منذ زمن بعيد إلا أنها بدت أكثر وضوحاً في زمننا الحالي، وقد يذهب البعض إلى أن البيئة الحاضنة والظروف المحيطة تلعب الدور الأساسي في ذلك.
ومن أسرة تميز أبناؤها بإبداعهم في مجالات شتى التقينا الفنان النحات جابر أسعد الذي تميز بحرفيته في التعامل مع الخشب حتى غدت له بصمة واضحة في ذلك، كما قدَّم أعمالاً فنية بمواد أخرى تنبض بالحياة والجمال.
عن بداياته وأهم المراحل في تجربته الفنية تحدث قائلاً: بدأت تجربتي الفنية بعد سن التقاعد حيث أن ظروف عملي لم تكن تسمح لي بممارسة الفن كما أريد، كنت أحضر المعارض الفنية ومعارض الربيع والخريف بدمشق مما زاد تعلقي بالفن.
بعد انتقالي إلى اللاذقية قررت أن أتبع دورات فنية وبتشجيع من أخي الفنان سموقان، اتبعت عدة دورات في فن الخزف ثم انتقلت إلى النحت من عام 2010 شاركت بعدة معارض في صالات خاصة وشاركت بمعارض اتحاد الفنانين التشكيليين منذ 2016 حتى الآن، أقمت معرضاً فرديا نحت خشب وحجر 30 عملاً عام 2017.
الفن لا حدود له، دائماً أبحث عن الأعمال التي تجسد الجمال وتحاكي الشعورو الإحساس.

بدأت بالأشكال الإنسانية والحيوانية بحيث أختزلها وأتجاوز النسب التقليدية إلى نسب جديدة بحيث تتداخل في نسيج درامي يوحي بالانفعالات الداخلية والمشاعر الروحية
أنا أعتبر وجود المرأة في العمل الفني هو تمثيل حقيقي للحياة ويشكل إيقاعاً موسيقيا كمن يستمع إلى أغنية جميلة، لذلك بدأت بالأم والمرأة وأغلب أعمالي حول الأمومة حيث عبرت عنها بأشكال موجزة وتعاملت مع الأفكار وجعل اللا مرئي مرئياً.
* كيف تصف علاقتك بالخشب، وهل تظن لنوعية المادة الخام تأثير على قيمة العمل الفني؟
الخشب كتل صامتة لكنها تتكلم وتتحرك وترقص وتعزف لذلك يجب إعطاؤها حالة الانفعال والإحساس والدفء لذلك أختار النوع الذي يعطي العمل الفني شكلاً ولوناً مميزين، خشب الجوز وخشب القيقب والسنجريق والدلب وهذه الأخشاب متماسكة الألياف وقوية وسهل التعامل معها وتعطي العمل الفني قيمة إضافية.
في الكثير من الملتقيات والمعارض الفنية، ما الذي تضيفه هكذا مشاركات للفنان؟
المشاركة بالمعارض والملتقيات تساهم في إثراء وتطوير قدرات الفنان التفكيكية والتحليلية والتأويلية وهي وظيفة البحث عن الجمال كما أنها تقدم الجمال وتثري المتلقي وتجعله يتعود على قراءة الظواهر كيفما كانت ويجب توسيع هذه الآلية لتكون في متناول كل الفئات الاجتماعية فهناك الفنان والمتلقي، والعمل الفني هو للمشاهد لزيادة ثقافته البصرية.
* لكننا نلاحظ انفصالاً بين الأجيال في هذه الملتقيات أليس كذلك؟
على مستوى الملتقيات هناك إحساس بوجود شللية بحيث تتم الدعوات المتكررة لنفس الفنانين وإشراك عدد قليل من الخلف، على مستوى المعارض ربما لأنها تستوعب فنانين أكثر فهذه مسؤولية القائمين على الملتقيات والمعارض.
أخيرا أقول: إن الناس لا يمكن أن تتعاطف إلا مع الفن الذي تجد فيه شيئاً منها ويجب الإفصاح عن أي شيء يحمل القيم التعبيرية والجمالية.

نور نديم عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار