العدد: 9349
الأحد-19-5-2019
حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب القائد للدولة والمجتمع يحدثنا عنه الدكتور لؤي صيوح أمين فرع جامعة تشرين للحزب: أسست حزب البعث عام 1947 جماعة من بينها ميشيل عفلق وزكي الأرسوزي وغيرهما، وفي 26 كانون الثاني اندمج مع الحزب العربي الاشتراكي الذي أسسه عام 1938 أكرم الحوراني، ليصبح المولود الجديد باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، جامعاً في تسميته بين المكونين.
يعرف الحزب نفسه بأنه حركة قومية شعبية انقلابية تناضل في سبيل تحقيق الوحدة العربية والحرية والاشتراكية. اتخذ من علم الثورة العربية الكبرى علماً له، وجعل شعاره أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، حدد هدفه في العمل على تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية.
جمع الحزب في توجهه الأيديولوجي بين القومية العربية والاشتراكية والعلمانية، وجاء في مقدمة نظامه الداخلي الذي أقره مؤتمره القومي الثالث عشر المنعقد في دمشق أواخر يوليو /تموز 1980، أنه حزب قومي يؤمن العرب أمة واحدة، لها حقها الطبيعي في أن تحيا في دولة واحدة، ويؤمن بأن القومية حقيقة حية خالدة، وبأن الشعور القومي الواعي الذي يربط الفرد بأمته حافز على التضحية.
دور حزب البعث العربي الاشتراكي خلال سنوات الحرب على سورية ورؤيته في مسألة إعادة الإعمار:
لم يتوانَ هذا الحزب عن تأدية دوره في صد الهجمة التي تواجهها سورية، حيث تم تشكيل لواء البعث الذي ينطوي تحت جناح الجيش العربي السوري بهدف الدفاع عن سورية والوقوف في وجه الإرهاب فقدمّ الكثير الكثير من الشهداء في سبيل عزة الوطن.
إعادة الإعمار هو عنوان اقتصاد المرحلة المقبلة
جاءت رؤية حزب البعث العربي الاشتراكي بأنه علينا أن نركز جميع جهودنا على هذا الجانب مع العمل بشكل متوازي على ترميم كل القطاعات الأخرى التي ستكون مكملة وداعمة لإعادة الإعمار.
لا يفهم من هذه الرؤيا الانتظار حتى انتهاء الأحداث… علينا أن نبدأ من اليوم… فلنبدأ جميعاً يد بيد لإعادة إعمار سورية.. لنكون جديرين بها.. وليكون السباق مع الزمن لصالح البناء لا التخريب.. ولنثبت كما فعلنا خلال السنوات الماضية أن إرادة السوريين أقوى بأضعاف من عمل الإرهابيين والعملاء، وهذا يعني أن خطاب القسم لسيد الوطن يجب أن يكون منهاج عمل وبالتالي وضع برنامج وطني شامل ودقيق يستهدف التخطيط والتنسيق والمتابعة لمشروع إعادة البناء والإعمار على مستوى القطر وفق منهجية وآلية تتكامل فيها جميع الموارد والجهود والمبادرات الوطنية على المستوى الحكومي والاتحادات والتنظيمات النقابية وجمعيات المجتمع المدني وهذا يتطلب تشكيل هيئة وطنية عليا ذات بنية تنظيمية مناسبة وصلاحيات واسعة تشمل مختلف الوزارات في الدولة ومؤسساتها وشركاتها تدعمها المنظمات غير الحكومية الأخرى كالنقابات المهنية وكذلك تشكيل فرق عمل متخصصة ذات خبرات واختصاصات مختلفة لتحديد أولويات عمل البرنامج والبحث في جدواها الاقتصادية إضافة إلى مراجعة دراسات التنظيم العمراني والتخطيط الإقليمي السابقة للاستفادة منها عند معالجة وضع المناطق ذات الأضرار البالغة مع الأخذ بعين الاعتبار تنفيذ مشاريع البرنامج وفق المعايير العالمية والجودة ومتطلبات التنمية المستدامة والمتوازنة مع مراعاة التوظيف الأمثل للموارد المتاحة والاعتماد على الطاقة المتجددة والتأهيل ضد الزلازل والاستفادة من المصادر الطبيعية- الرياح وتحقيق العمارة الخضراء والمتطلبات البيئية وهنا لابد من إعطاء نقابة المهندسين دورها الكامل في المشاركة والتركيز على الخبرات الوطنية وكوادرها بالتعاون مع الدول الصديقة التي وقفت ودعمت موقفنا في الحرب التي شنت علينا وكان هذا نتاجاً للسياسة الحكيمة والرؤية الاستشرافية للمستقبل من القائد المؤسس حافظ الأسد.
قال الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الرئيس الدكتور بشار الأسد إن صمود العاصمة دمشق خلال الأزمة الحالية أدى إلى عدم سقوط البلاد برمتها، ورأى أن المدينة تختلف عن بقية عواصم العالم، وأضاف أن حزب البعث بات أقوى بعد الانشقاقات التي لحقت به، والتي وصفها بالتنظيف الذاتي، وأكد أن العمل الحزبي في العاصمة يتطلب فهم خصوصية دمشق بمخزونها الثقافي والمعرفي والحضاري، مضيفاً خلال لقاءه مع قيادات الحزب في العاصمة أن المدينة تختلف عن بقية عواصم العالم ولها خصوصية تنبع من كونها حافظة الإرث الإسلامي والمسيحي معاً.
واعتبر الرئيس الأسد أن صمود دمشق خلال الآزمة التي تعيشها البلاد منذ ثلاث سنوات كان له دور أساسي في صمود سورية، كما اعتبر أن الانشقاقات ساهمت بتقوية الحزب قائلاً: الحزب بقي متماسكاً خلال الأزمة، وذلك قد يكون بسبب الحالة الصحية التي شهدها في هذه الفترة والتي تمثلت بعملية التنظيف الذاتي في بنيته من خلال خروج وفرار بعض المنتسبين إليه، وهذا التماسك ناتج عن كون الحزب مؤسسة منتجة للكفاءات، وباتت قيادات الحزب تهتم بالنوع على حساب الكم على الرغم من أن الحزب يحظى بأغلبية ساحقة بين الأحزاب الأخرى وهذا مايؤكد اقتناع الأكثرية بأهدافه ومبادئه.
لقد أشار الأمين العام للحزب إلى أن الخطوة الأهم على طريق بناء تواصل فاعل مع المواطن هي الشفافية وتزويده بالمعلومة إن كان حول الأزمات والحالات الطارئة التي تواجه الحكومة ولها تأثير مباشر على حياة الناس أو التي يمكن أن تساعد الناس على فهم عمل الحكومة والمؤسسات الرسمية.
وأوضح الرئيس الأسد أن ضعف التواصل وعدم النجاح في التسويق الصحيح لعمل مؤسسات الدولة والعمل في إطار فردي أسهم في تضخم صورة الأزمات التي تسبب بها وخلقها أعداء الشعب السوري للعام الثامن على التوالي على الأصعدة كافة ولا سيما العسكرية والسياسية والاقتصادية وهنا تكمن أهمية وضع آلية تواصل تسمح بوضع المواطن في صورة السياسات التي تنفذها المؤسسات الرسمية في مواجهة الأخبار المغلوطة أو غير الصحيحة.
وأضاف إن الحوار مع المواطن ومعرفة كيفية مخاطبته وتوجيه الرسائل التي تلبي احتياجاته هي الطريق الأمثل لمعرفة التغيرات التي تطرأ على المجتمع وكيفية تطوره وبالتالي التطور معه وبناء علاقة جيدة بين المواطن والحكومة قائمة على المصداقية.
هل بإمكان حزب البعث العربي الاشتراكي إعادة العمل السياسي إلى نضجه؟
لم يفقد الحزب زخمه السياسي يوماً رغم كل الهجمات التي تعرض لها، وعمل منذ اليوم الأول للحرب على سورية على تطوير نفسه والانخراط بصفوف الجماهير والاستماع إلى مطالبهم المحقة ووضع رؤى مناسبة ومتجددة لتطوير العمل السياسي والوصول به إلى أرقى المستويات، وقد ركز على قضايا جوهرية على رأسها الفساد وكيفية مكافحته، وإيلاء الاهتمام المطلق لعوائل الشهداء، والدخول في المصالحات الوطنية التي من شأنها ترميم ما تم كسره في نفوس الشعب السوري.
أين ينشط حزب البعث العربي الاشتراكي
لقد اتخذ حزب البعث العربي الاشتراكي من الجماهير الكادحة والعمال والفلاحين قاعدة جماهيرية واسعة، وانتشر في أوساط الشعب وبين المثقفين الثوريين فكانت له جماهيرية واسعة لأنه استطاع بمبادئه أن يجسد آمال تلك الطبقة وطموحاتها.
د. لؤي صيوح