الوحدة: ٦-٦-٢٠٢٣
إذا أردنا إضافة فصلٍ خامسٍ على الفصول الأربعة، فهو فصل الصّراعات والحروب الغربيّة المعلنة والخفيّة، فهذا الفصل يهطل مع الأمطار، وينبتُ مع الزروع والثّمار، ويتحرك مع المدّ والجذر، ثم يحلّق هواءً للتنفس.
ولكن ما مدى قدرة الأرض والبشر معاً للتّحمل، وهل نحن في سباقٍ ما بين الحياة والموت؟
إنّ متاهات الحروب، تحتاج منّا إلى ترديد كلمة: “لماذا” آلاف المرّات، وفي كلّ مرّة نتجاوز فيها قوانين الغابة، وتمتلئ قوانيننا بالتّناقضات، مّما يتيحُ للأسباب الخفيّة بلعب دورها المتوحّش!
أحياناً يكون النّجاح في السّيطرة على الأوبئة والكوارث مدخلاً لتلك الحروب، بقصد افتعال المتاعب والفقر والكراهية بين الشّعوب، وحمل الإنسان على أنْ يكره نفسه، نعم، فأحياناً يتأمّل هذا الإنسان ذاته، ولا يجد ما يسيء إليها إلّا بتمزق ملابسه بقصد (الموضة)، أوأنْ يلجأ إلى ديانةٍ جديدة يؤذي بها نفسه، أو أنْ يبدّد أمواله في مشاريع غبيّة، وآخرون لا يتوقفون عن فعل أيّ شيء؟!
ولكن من هم هؤلاء؟
إنّهم الطّبقة البعيدة عن الفقر والجوع، بل طواحين لا تطحن إلا الغبار السّميك!
منّهم ألقى بالّلوم على الهاتف النّقال بارتكاب جريمته، قصصٌ وحكايا لا تصدّق، لكنّها تقع كلّ يوم، لتكون مقدّماتٍ لحروبٍ صغيرةٍ تضع حرفاً على الاقتتال بين الشّعوب، أمّا أنا فما زلتُ أبحثُ عن جدارٍ أعلّقُ عليه نوافذي وأبوابي، بعد أن فقدتُ جداري الأصليّ، ومن غير المعقول أن أمضي بأشيائي أئنّ بها وتئن بي، ولا سبيل للجداول في ابتلاع البحار، ولا للجبال في افتراش السّهول، ولا للأفق أن ينكسر ويلملم نفسه.
لقد تغيّرنا وتغيّرت كأس مائنا، وتبدّل كلامنا الّذي نتفوهه ونلعن الأشياء قبل رؤيتها، ونجوع للمشاحنات وكأنّها غرائز!!
ومن الشّعر القديم:
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه
وذو قرابته في الحيّ مسرور
سمير عوض
تصفح المزيد..