الوحدة : 4-6-2023
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان “الطلاق .. الأسباب والآثار” ألقتها المرشدة النفسية صفا لولو والمرشدة النفسية زينة غنام، وبدأت المرشدة النفسية صفا لولو الحديث عن الطلاق أسبابه وآثاره، وقالت: يعرف الطلاق بشكل واقعي على أنه انفصال بين الشريكين بعد أن فشلوا في بناء مؤسسة الزواج والحفاظ عليها، وخلال الفترة الأخيرة انتشر الطلاق وبات شيئاً مستسهلاً مع العلم أنه في بعض الأحيان يكون الطلاق حلاً ولكن يجب أن لا نستسهله، وهو حل عندما يكون هناك تأثير سلبي على الشريكين أو عندما يصلان إلى مرحلة لا يكونان قادرين فيها على منح أطفالهما الجو الهادئ والتربية الصحيحة، أضافت: هناك نوعان للطلاق إيجابي وآخر سلبي ويكون الطلاق سلبياً عندما يصل الشريكان إلى تراكمات انتهت بالانفجار وهنا ينفصل الشريكان بكراهية وتبقى الخلافات قائمة، لذلك لابد من وجود حوار بشكل دائم بينهما، أما الطلاق الإيجابي فيكون عندما ينفصل الشريكان بود وتفاهم ويصلان إلى طريقة ينفصلان بها بأقل الآثار السلبية على الأولاد.
وأكدت أنه بسبب زيادة نسبة الطلاق لابد من وجود ندوات توعوية والابتعاد عن الزواج المبكر والحرص على عدم تدخل الأهل ومن المهم أن نقوم بتربية جيل قادر على حمل المسؤولية، وأشارت أن أكثر حالات الطلاق كانت بسبب قلب الأدوار أي أن تقوم المرأة بواجبات الرجل وهي بالفعل قادرة على ذلك ولكن لفترة محددة، لأنها ستتعب وهذا بسبب طبيعتها لذلك يجب أن يبقى الرجل رجلاً والمرأة امرأة بأدوارهما.
وتابعت المرشدة النفسية زينة غنام قائلة: الأسباب الاقتصادية والمادية أحد الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق وكذلك عدم الانسجام والتفاهم الفكري بين الزوجين و غياب الاحترام وسوء معاملة الزوج، بالإضافة إلى استخدام الضرب والتعنيف و الخيانة الزوجية، بالإضافة للزواج المبكر والتقليدي وكذلك زواج الأقارب، والأهم من ذلك هو الزواج من أجل المجتمع حتى لا يطلق عليها (عانس) فتتزوج دون تفكير بالانسجام والتوافق، وهناك التغير الديموغرافي الذي حصل بالفترة الأخيرة بسبب الأزمة حيث انتقلت الكثير من العائلات إلى بلدان أخرى لها عادات وتقاليد مختلفة فتصل الزوجة لقناعة بأن زوجها لا يناسبها.
أما بالنسبة للآثار فهناك قول (الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون) أي أن الأطفال هم الخاسر الأول والأكبر والطلاق بلاء كبير بالنسبة لهم، فبعد أن كانوا في جو عائلي ينتقلون إلى جو يسوده الكره والبغض، أيضاً الطلاق سبب لتعرض الأطفال لبعض الأمراض النفسية بسبب تفكك الأسرة وانهيارها، كما أنه سبب لانعزال الأطفال عن المجتمع والإهمال الدراسي وقد واجهنا حالات لطلاب متفوقين دراسياً بعد حدوث الطلاق كان هناك تراجع كبير في مستواهم الدراسي، كذلك انحراف الأطفال أخلاقياً وخاصة المخدرات، وبالتأكيد هناك آثار سلبية بسبب نظرات أقرانهم وأصدقائهم وتوجيه بعض الكلمات لهم، أيضاً نظرات المجتمع للمرأة المطلقة والشعور بالوحدة وعدم الشعور بالأمان العاطفي لكلا الزوجين.
أخيراً تحدثت عن الطلاق العاطفي أو الطلاق الصامت وهو عبارة عن حالة يعيش فيها الزوجان بشكل منفرد عن بعضهما على الرغم من وجودهما في منزل واحد ونتيجة لذلك تصاب الحياة الزوجية بالبرود والفتور وغياب الحب والرضا، والطلاق الصامت أثره السلبي أكبر بكثير من الطلاق الحقيقي على الأطفال لأنهم يعيشون في جو خالٍ من الانسجام والحب بين الأبوين وقد يلجأ الطفل للمقارنة بين حياته وحياة أصدقائه مع والديهم فيولد لديه شعور بالإحباط ويتحول لشخص عنيف، لديه اضطرابات نفسية وسلوكية.
رنا ياسين غانم