الوحدة : 2-6-2023
لابد أن يخضع المقبلون على الزواج لإجراء الفحص الطبي قبل الزواج والذي يضمن لهم أطفالاً أصحاء وحياة أسرية خالية من الأمراض ، هذه الفحوص التي تتيح للمقبلين على الزواج إمكانية كشف أمراض معينة يمكن تفادي تأثيرها على خلق أسرة سليمة.
ما الخدمات التي يقدمها برنامج الفحص الطبي قبل الزواج؟ وما هي الأمراض التي تمنع إتمام الزواج؟ وأسئلة أخرى طرحناها على الدكتور منذر بغداد رئيس مجلس نقابة أطباء اللاذقية والذي استهل حديثه بالقول بأن فكرة مخبر وعيادة ما قبل الزواج الهدف منها خلق أسرة سليمة صحياً وأطفال أصحاء خالين من التشوهات والعيوب الخلقية والأمراض، وبالتالي الحصول على مجتمع سليم من الناحية الصحية وتخفيف الأعباء العلاجية والدوائية عن الأسرة والمجتمع والدولة بشكل عام، موضحاً بأن فحص المقبلين على الزواج إجراء يتم لمعرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والتلاسيميا) وبعض الأمراض المعدية (التهاب الكبد B,C) والإيدز وتنافر الزمر، وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر أو للأبناء في المستقبل، وتقديم الخيارات أمام المقبلين على الزواج من أجل مساعدتهم على التخطيط لأسرة سليمة صحياً وأطفال أصحاء خالين من التشوهات.
ويضيف الدكتور منذر بأن الفحص يكشف بالتحليل عن أمراض وراثية أو معدية قد لا تكون ظاهرة، وبالتالي الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية والمعدية والإيدز ونشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل وتقليل الضغط على المؤسسات الصحية وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسرة التي يعاني أطفالها، والتقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع.
* إلزامية الفحوص في حال الخلو من موانع الزواج:
نوه الدكتور بغداد بأن الفحوص إلزامية ومن الشروط المطلوبة لإتمام الزواج، ولكن الأمر بعد النتيجة متروك لخيار الزوجين وقرارهما في حال وجود خلل يمنع الزواج. ولفت بأنه في حال إصرار المقبلين على الزواج على إتمامه لا يسعنا إلا تقديم النصائح والمشورة، والتأكيد أن الزواج غير سليم من الناحية الصحية وتحديد التبعات مع وجود الرغبة في استمراره مع تعهد الطرفين بأن يتم الزواج على مسؤوليتهم وضرورة إجراء تحاليل خلال فترة الحمل ومعرفة إصابة الجنين حيث تتشكل لجنة طبية تقرر استمرار الحمل أو منعه.
* وبالسؤال بأي عام افتتحت عيادة ومخبر ما قبل الزواج؟
ذكر الدكتور منذر بأن عيادة و مخبر قبل الزواج في اللاذقية افتتحت في العام ٢٠٠٧ في إطار تعميم التجربة على جميع المحافظات انطلاقاً من أهمية هذه الفحوص للوقاية من أمراض خطيرة، وبيّن رئيس نقابة الأطباء في اللاذقية الدكتور منذر بغداد أن قيمة المعاينة والفحوصات في عيادة ومخبر قبل الزواج /١٠٥/ آلاف ليرة سورية وهي تسعيرة وزارة الصحة متضمنة التقرير الممنوح للزواج.
* عدد التقارير الممنوحة سنوياً؟
أفاد رئيس النقابة بأنه وسطياً في كل عام يتراوح عدد التقارير الممنوحة مابين ٩ – ١٠ آلاف تقرير، لافتاً إلى أن هذا الرقم يختلف من عام إلى آخر زيادةً أو نقصاناً ويختلف من شهر إلى آخر، وبالتنسيق مع مديرية الصحة يتم إرسال جداول شهرية عن نتائج الفحوصات وبموجبها يتم توجيه المرضى لمراجعة مركز التهاب الكبد أو فقر الدم في المديرية والمشفى الوطني لاستكمال الإجراءات الصحية وأخذ العلاجات اللازمة، لافتاً إلى أنه وخلال الخمس سنوات الفائتة تم تسجيل إصابة إيدز واحدة.
* دعوى تثبيت الزواج:
يذكر الدكتور بأن أصعب ما يعترض عملهم والتي تحدث خللاً في مشروعهم الطبي هي دعوى تثبيت الزواج حيث يكون الزواج حاصل وأمر واقع فنضطر لإجراء التحاليل وتزويدهم بالتقرير حتى يتم التسجيل وتثبيت الزواج وتوثيقه، وهنا لابد من تثبيت الزواج لوقوعه وخاصة إذا حدث حمل فيما بعد.
* رأي شخصي:
اعتبار قرار المشورة الطبية إلزامي بشكل مطلق وتغريم الطرفين بمبالغ مالية للمتقدمين بدعوى تثبيت الزواج بحكم الزواج تم دون إجراء فحص ماقبل الزواج واعتباره مخالفاً للقانون، هذا ما اقترح الدكتور منذر بغداد تطبيقه.
بدوره مدير عيادة ومخبر ما قبل الزواج الدكتور أحمد حبيب ذكر بأنه يرد للمركز شهرياً مابين ٦٠٠و٧٠٠ تقرير فيها من حالتين إلى ثلاث حالات مانع زواج، منوهاً بأنه في حالة اكتشاف الإصابة بالتهاب الكبد وهو مانع مؤقت يتم أخذ جرعتي علاج قبل الزواج فيما الثالثة يمكن أخذها بعد الزواج ليصبح الزواج طبيعياً.
ولفت بأن عدم التوافق الوراثي يمنع الزواج منعاً كاملاً وإقرار الطرفين على مسؤوليتهم باجراء الزواج بعد استشارة من طبيب دم وطبيب المركز، كما من الضرورة إجراء تحاليل خلال الحمل لمعرفة ما إذا كان الجنين حاملاً للمرض، بينما يعتبر مرض الإيدز مانعاً نهائياً، وينصح دائماً وبالعموم إجراء تحاليل مبكرة لمعرفة مدى التوافق بين الطرفين قبل أن يقدما على الزواج.
نجود سقور