الوحدة: ٣١-٥-٢٠٢٣
بالحبّ والنشاط والاجتهاد والعمل المثمر ملأت وقتها.. النحالة بلسم عبد الكريم، هذه المرأة التي تحملت المسؤولية منذ سن العشرين، ودخلت مجال العمل وهي لاتزال شابة صغيرة، صديقة النحل ابنة النحال المرحوم عبد الكريم الذي ورثت عنه حب هذه العاملة النشيطة؛ فمن المعروف عن النحل أنه يلفظ أي متقاعس، فلا مكان للكسالى في خليته .. هكذا بدأت بلسم مشوارها وهي أم لثلاثة أطفال .. و الرسامة والفنانة الموهوبة بالفطرة لتتبلور هويتها وتطلعاتها تماشياً مع الظروف المعيشية الصعبة فتجد لها مشروعاً منتجاً تعيل فيه أسرتها بمساعدة ودعم من زوجها لتفكر بالنحل، وصرحت عن ذلك قائلة: الظروف التي تمر بها البلد دفعتني للبحث عن مشروع منتج لأعيل فيه أسرتي، ففكرت بالنحل لأنني أرى فيه ما يشبهني من حب الطبيعة والتنظيم والاجتهاد، والذي شجعني أكثر هو المرحوم والدي الذي كان نحالاً قديماً ترك لي إرثاً قيماً أبدأ فيه مسيرتي الإنتاجية وعاهدت نفسي بعد وفاته أن أكمل مسيرته فجمعت معلومات عن النحل ودرست عن تربيته نظرياً وزاد حبي لهذا العمل فبدأت بتأسيس مشروعي حتى وصلت إلى تحقيق حلمي.
فحلم بلسم تبلور وأخذ طابعاً مهنياً وخُطاً على أرض الواقع عندما انتسبت لجمعية النحالين ولاتحاد الحرفيين الذين قدموا لها محلات في سوق المهن اليدوية ببانياس بالتشاركية مع البلدية.. هذا ولم تقف بلسم عند هذا الحد بل درست صناعات كيميائية وعملت كورس تركيب صيدلاني واستغلت منتجات خلية النحل من عسل وشمع طبيعي وعكبر بتحضير الصوابين وكريمات العناية بالبشرة والشعر وعلاجية لبعض الأمراض الجلدية الشائعة كما عملت كورس ltot إعداد مدرب وقدمت ورشات مجانية للتعريف عن المهنة وفتحت مجالات التدرب عليها. وهكذا أصبح حلم بلسم واقعاً بالعمل والنشاط والاجتهاد صديقة النحل منذ الطفولة.. وختمت حديثها عن مسيرتها المهنية قائلة: أطمح أن أقدم لمشروعي أكثر وأنتج مواد جديدة ليصل لكل مكان في العالم وأنصح كل سيدة أن تحدد مهاراتها وتطور نفسها وتجد لها هدفاً فالحياة مع العمل أجمل بكثير؛ فأنا اليوم بعمر ٣٦ عاماً، أطمح لأنتج وأتعلم أكثر لأنني أرى نفسي على سباق مع الزمن لأملأ قلبي وحياتي بالإنجازات الشيء الذي أعطاني الثقة بأنه لا مستحيل مع المتابعة والإصرار، الأمر الذي أحبّ أن أزرعه في نفوس أولادي وخصوصاً الأفكار : تعلموا، اتعبوا، اعملوا فلا تضعوا سقفاً لأهدافكم تصلون عندها للسعادة الحقيقية.
فبلسم كانت تنظر للسماء بأحلام كبيرة وطموحات ومشاريع ضخمة وإيمانٍ راسخ بما تصنع، فمن الطبيعي أن تكلل جهودها بالنجاح فمن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل.
رهام حبيب