الأفــراح ثمنها غــــالٍ.. وعلى «قــدّ بســـاطك مدّ رجليك»

العدد: 9348

16-5-2019

(ديزني) وإخوتها (والت ويورو ولاند) تطاردنا في أعياد الميلاد والحفلات والأعراس، ويكون لها رصيد وحساب ولو حملته بطون ديون وأقساط لأشهر وأعوام، لتقرصن في خيالنا رسوماٌ متحركة بشيك حولناه لإنتاجها فتصنع لها استديوهات في صالات استأجرناها وآجرنا على أنفسنا، والكابتن (هوك) قائد الجوقة الذي يحرك بأصابعه لعبه وزينته بتوزيع فني معماري لحديقة ألعاب تسافر بعرباتها وتجتاز الأحلام.

* السيدة منال، مهندسة قالت:
طوال العام أدخر المال لأجل عيد ميلاد صغيرتي، ولا يعرف بذلك والدها، أحب أن أفرحها ويكون عيداً لا تنساه، ويرسخ في ذاكرتها عند صباها، كما تتحدث عنه رفيقاتها، لهذا منذ شهور وأنا أبحث بين صانعي الزينة وفناني هذا الطراز عمن يتعهد الحفلة، وقد سألت واكتشفت على الفيسبوك من يعرفهم ويوصلني إليهم لكن الأسعار خيالية وأضعاف مضاعفة لتتباين بين محل وآخر، فمثلاً قطعة (الكوكيز) تبدأ بـ350 عند مبتدئ هذا العمل ولا تنتهي ب650 عند الخبير فيها، والكيك لعشرة أشخاص فقط بـ 8 آلاف ليرة، ويجب أن تأتي قبل ثلاثة أيام لتحجزي عليها، ودفعت 50 ألف ليرة زيادة لحجز الصالة لأن لديهم (بفلات) تغني عن (الدجي) كما أن تزيين الصالة ببضعة بالونات وزينة خفيفة تبدأ بـ 25 ألف ليرة، وجهزت بعض الألعاب الجديدة للتسلية وزيادة حركة الأولاد وصخبهم وتلهيتهم مثل (البنيانة) تعرفت عليها على اليوتيوب.
ليس لنا طول بال لصنع الزينة بيدينا مع العلم أنها لا تحتاج لعمل كثير بل لفن وذوق وبعض الأدوات، صديقتي مدرسة إنكليزي صنعت لي زينة جميلة جداً لشجرة الميلاد ونالت مني على كل قطعة زينة 350 ليرة (وهيدي ببلاش) وقد أتت بلوزينا حمراء من السوق وشكلت منها (سبايدر مان) لتزين به كيك عيد ميلاد ابنها، وأنا تائهة بين المحلات وإرشادات الصديقات على مواقع التواصل أبحث لأميرتي عن (الديزنيه) الأجمل للكيك، ولا أعرف إن كنت سأنال رضاها وتحظى بليلة جميلة، صغيرتي التي أزعجها أني حجزت الصالة لثلاث ساعات فقط، فأنا لا أتحمل الأولاد أكثر من ذلك، كما أنها تضج وتنق من وقت لآخر وتسألني: إن لم تحضر صديقاتها لعيد ميلادها ماذا تفعل؟ أرد عليها: لا تخافي حبيبتي لقد اتصلت بأهاليهم جميعاً، وحتى إن لم يحضروا لدي خطة (سهلة وبسيطة) أتصل بخالاتك وصديقاتي لتأتين ومعهن الأولاد والبنات ويكون عيداً لن تنسيه.

* عبد الرحمن فتاحي صاحب محل (بالون) قال بداية عن اختياره (بالون) اسماً للمحل: 

إن له وقعاً خاصاً على الأذن ويعلق بالرأس كما (البيبي) وهو أحد الأدوات الرئيسية في الزينة، اليوم الكل يهتم بحفلات الميلاد والزينة والمباركات وتوديع العزوبية وغيرها، وأصبحت موضة لا يمكن كسرها، سابقاً كانت على البسيط كاتو وبعض الأصدقاء، أما اليوم فهي مفعمة بالزينة وقصص الديزني وصرعات النت والأفلام، مع بعض الإبداعات والتغليفات الفنية، وليس في أسواقنا كل ما نطلبه لأجل صورة جاءنا بها الزبون ويريد مثلها طبق الأصل والطبع، لهذا نبحث عن كل شيء جديد ومعظمه من دمشق حتى الأزهار، كما أقصد النجار لبعض الأعمال التي أرسمها على الورق ويصنعها لي، فيكون للزبون ما يريده وحتى اللون الذي يفضله لكن وقتها تكون التكلفة ليست قليلة، وممكن أن يأتي بصورة قد وضعتها على صفحة المحل لكن يريد غير لون أو ديكور أو شيئاً آخر يطلبه، ويمكن ليس في بال الزبون شيء وقتها نقوم بدراسة تشمل شخصيته ودراسته واهتماماته وغيرها ما يوضع على الطاولة من مأكولات وغيرها لنكّون فكرة حول ما يمكن أن يثير اهتمامه وإعجابه ويليق به ونطرح عليه أفكار مشروعنا ورؤيتنا، وحتى يمكن أن أبدي رأي بلون الفستان والتنسيق مع لباس الآباء لتكون الصورة كاملة، والحمد لله لم يخب ظني يوماً ولم ألق ملاماً، بل الشكر والامتنان.
لم أدخل مجال الأعراس بعد وأفكر بها، لكن وقتي كله لزينة عشاء رومانسي وأعياد ميلاد وولادات ومباركات وتوديع عزوبية، ولهذا شغلي في الورود والشموع التي تنثر الدفء في المكان والبوالين ودب الباندا وأشياء كثيرة فيها الرونق والبهاء، وأيضاً الإكسسوارات التي تضاف على الضيافة والحلويات والإنارة واللوحات والطاولات جميعها تفاصيل تكمل تشكيل المناسبة لإرضاء الزبون، ليكون فوق تصوره وتوقع رسم في باله، فمثلاً زينة غرفة ولادة يمكن أن تتراوح تكلفتها (15إلى 200) ألف ليرة حسب عدد أيام الإقامة وإن كانت تمتد لباب المشفى (وسويت) فمن الطبيعي أن تزداد التكلفة، وغالباً ما أخبر الزبون وأضعه في الصورة ليكون على بينة ولا يتفاجأ، يريد شيئاً ناعماً أو (أوفر) مدهش وبذخ فيه، وهو يعلم أن التكلفة عالية فهي من الرفاهية والكماليات، ولا يأتينا غير من هو مقتدر لإرضاء ذاته، كما أنه يأتينا من يقول معي هذا المقدار من المال وأريد زينة به، ، لكن لا أرضى بشيء عادي أو بسيط، ولا أضيع سمعة المحل وأكسب الزبون، بالنهاية هي لوحة تشكيلية في رصيدي كما كل فنان تشكيلي، ولست خاسراً بل مردودي في محبة الناس، فعندما يعود أحدهم لشكري وكنت سبب الفرح الذي يسكن عينيه بما وهبته من جمال، هو يكفيني ويساوي عندي مال الدنيا ويدفعني للمزيد من العمل والنجاح، وتابع: يمكن أن تقولي أني أكذب، لا بالطبع أحتاج المال لأعيش وأسمع صدى لمحلي من زواره والناس الذين يقصدونه بكل شوق وهو ما يزيدني إصراراً على الفوز.

* نزار محفوض صاحب محل أزهار مسايانا روز:

ليس أجمل من الورد وتشكيله ولا يعرف لغته غير من يحب الجمال، ولا يمكن أن تخلو ساحة الأفراح وأعياد الميلاد من الورد فهو كالموسيقى والألحان لغة العالم وعندما يقدم الواحد منا وردة لأي شخص يختصر مسافات وخطوات للتقرب منه إذ إنه ينفع لجميع حالات الاختلاف، درست الطريقة الفرنسية في لبنان لتنسيق الورد الذي يليق بحفلات الزفاف، ولم تعد الورود الكثيرة في الصالة هي الأهم بل تشكيلها وسردها في قصص وأحداث الحياة بتصميم ومواد بناء وإضاءة وتركيب بزهور وديكور وستائر وبعض الترتيبات.
لصناعة كوشة العروس نحتاج لأدوات مثل الستاندات والاكسسوارات والستاند يمكن أن يكون برونزياً أو فضياً أو ذهبياً أو زجاجياً وهو الأغلى، ويضاف عليها الورد والشموع وغيرها الكثير الذي يمكن أن يمتد لمدخل الصالة، وتختلف الكوشة من عرس لآخر حسب طلب العروسين، وفن وذوق الذي يصنعها ويضيف عليها كمهندس معماري، ويأتي عملنا بنفس يوم العرس لتكون الكوشة نضرة وغنية ولديّ فريق وكورال للعمل لتكتمل النوطة الموسيقية للكوشة، وتضاف عليها باقة ورود للعروس وزينة السيارة، لتكون التكلفة وبأدناها من (50-100) ألف ليرة وخاصة هذه الأيام كل شيء غال ونحتاج لنقل الأدوات للصالة وفي فك وتغيير وتركيب وتنسيق وكثير من الجهد يصرف لأجل أن تكون الكوشة بأجمل إيقاع ونغمة، ولأجل ذلك يمكن أن نغضّ الطرف عن التكلفة والمبلغ الذي يدفع، لكن لا يهم والأهم أن ترضي العرسان فهو يوم من العمر ولا يتكرر، العمل شاق لكنه جميل كما الورد بشوكه،
أيضاً نقوم بتزيين البيت في حفلات الميلاد والولادات، ولكل منها حسبتها، تأتي في أن تكون عادية أو (أوفر) مثلما يريد الزبون، فبعضها ورد اصطناعي مع البوالين وغيرها من المكملات والمتممات تقدر بـ (20-30) ألف ليرة.

 

* السيد سامر أصف عريس صاحب محل أزهار العريس بجبلة: 

للزينة دور هام في إسعاد القلوب وهناك بعض الحركات تعطي رونقاً بحسب الذوق والإمكانيات.
بالنسبة لكوش الأعراس كانت قبل الأحداث ورد طبيعي وبعدها أصبح الموضوع مكلفاً ولجأنا إلى الورد الصناعي ويمكن استعمالها عدة مرات والألوان أبيض أو زهري، وأدخلنا عليها بعض الإضاءة بشكل كبير مثل برادي نجوم الليل وأرضيات مناسبة، أما زينة السيارات ورد طبيعي فقط مع قطع قماش ناعمة وسولوفان متدلية على الأبواب والخلف، أما باقات أعياد الميلاد تزيين حبات الشوكولا مع الورد فتعطي جمالاً مميزاً، وتطورت المصلحة بموضوع الولادات وتزيين المشافي بالبوالين العادي أو النفخ بغاز هيليوم والذي ساعد على ذلك حركة النت والطلبات عن طريق الواتس أو فيسبوك.
بورصة أسعار الأزهار ترتفع في الشتاء بسبب زيادة التكاليف على المزارع من تدفئة وأدوية وبالتالي تنعكس على حركة البيع فتصبح خفيفة، وهناك مناسبات سنوية مثل عيد الحب وعيد الأم والمعلم في هذه الفترة ترتفع الأسعار لأن هدايا الأزهار لها قيمة معنوية خاصة للبعض من الناس.
ونحن كغيرنا لا بد من وجود بعض الصعوبات تعترض عملنا ولنا مطلب خاص إيجاد نقابة تحمينا ممن يتعدى على عملنا كأصحاب المطاعم الذين يقبضون فارق الأسعار لأنهم يأخذوها من المحل بأسعار قليلة وتبقى عندهم لمناسبات متكررة وهناك محسوبيات بان العريس يجب أن يأخذ الكوشة الموجودة في المطعم.

* السيدة نهى يزبك:
تزيين غرف الولادة أصبح موضةً شائعةَ وطقوسٌ محببة يمارسها الغالبية، ففي المشفى تكون الزينة بشكل بسيط ومميز لأنها فترة قصيرة كاستخدام البالونات والدمى الصغيرة بطريقة جيدة ومتناسقة بحيث تملأ الغرفة مع الأزهار وأوراق السولوفان الملون، أما في المنزل فتختلف الأمور كثيراً لأنها زينة دائمة وتحتاج إلى دقة وفن أكثر وطبعاً هناك أشياء خاصة بالمولود سواء كان صبياً أم فتاة فلكلٍ ألوانه ورسوماته وزينته الخاصة كتزيين باب الغرف من الخارج وفي الداخل الجدران بأجمل الرسومات واللوحات المميزة والإكسسوارات والألعاب إضافة إلى مفارش الأسرة وأغطية المخدات وكتابة اسم المولود بالخيوط الملونة، ويجب أن يكون هناك تناسق مع ديكور الغرفة وتختلف من عائلة إلى أخرى والتكلفة تكون حسب الإمكانية المادية ويمكن الاكتفاء بوضع أشياء بسيطة جداً وبأقل تكلفة فقط من أجل الإحساس والشعور بالمناسبة.

* السيدة عبير: 

كل شيء جميل له تأثير على النفس والروح وبالنسبة للورد والزينة عالم مميز، سأروي لكم حكايتي، احتجت لإجراء عملية جراحية وكان الوضع خطيراً بعض الشيء وبعد خروجي من غرفة العمليات التي استضافتني خمس ساعات وما زلت تحت تأثير المخدر من باب غرفة العمليات أفتح عيني لأرى منظراً مدهشاً الورود والزينة تملأ الممر، ظننت نفسي أنني أصبحت في عالم آخر وحتى وصولي إلى غرفتي الخاصة وفي داخلها أيضاً، وعندما تحسنت حالتي وزال المخدر ورأيت عائلتي بجانبي وهذه المفاجئة الجميلة سررت لما تركت في نفسي شعوراً خاصاً.

* السيدة نشرين حسن ربة منزل:
الحاجة ومساعدة زوجي في تأمين متطلبات عائلتي دفعتني إلى العمل في هذا المجال والتعامل مع الأشياء بفن وذوق ودقة وصبر، أقوم بتزيين وصناعة بعض الأدوات كسلال الخيزران وهي غير مكلفة تحتاج إلى خيزران ومادة الغري واللكر ويمكن صناعة الأشكال المرغوب بها، أيضاً يمكن الاستفادة من الصواني القديمة بإضافة قطع الجلد الطبيعي وخشب معاكس وزجاج مع إضافة الاكسسوارات على اليدين والزوايا لإعطائها الرونق المميز، ومن كرتون صحون البيض بعد عجنها بالماء وإضافة مادة صبغية ملونة والتحكم بإلصاقها على الأشياء مثل الأركيلة أو طاولة صغيرة أو أماكن مهملة في المنزل ودهنها بمادة اللكر لتعطيها لمعةً جميلة وتحميها من الماء والرطوبة.

* السيد غدير الخطيب:
أعمل في محل لصناعة الحلويات، وعملي تزيين وتوصيل الطلبات وأكثر ما أحبه تزيين قوالب الكاتو للمناسبات، أشعر بالمتعة وأنا أتفنن في وضع الشوكولا والكريما بأشكال وألوان متناسقة مع كتابة بعض العبارات والأسماء.

هدى سلوم – معينة جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار