بين الشـط والجبل … صدق القول والفعل

العـــــدد 9348

الخميـــــــس 16 أيار 2019

 

منذ خطاب القسم عام 2000 كانت الشفافية أحد أهم العناوين الوطنية التي أطلقها السيد الرئيس بشار الأسد لجهة العلاقة مع المواطن وقتها حدد سيادته أن الشفافية هي المكاشفة والجرأة والصدق في القول والعمل مبيناً: لكي نكون شفافين في قولنا يجب أن نكون صادقين بعملنا، ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى سنوات رئاسته لم يترك سيادته مناسبة إلا وتحدّث فيها عن أهمية المصارحة مع الناس لكسب ودهم وثقتهم فلا قيمة لعمل حكومي لا يحقق رضا الناس ويعزز الثقة معهم.
أمس الأول وفي لقائه الدوري مع الحكومة في مقر رئاسة مجلس الوزراء أعاد سيادته التأكيد على أهمية وضع آلية واستراتيجيات محددة وواضحة لتعزيز التواصل مع المواطن في المرحلة المقبلة انطلاقاً من حقيقة أن المواطن هو البوصلة.
بشفافية مطلقة اتسمت بها أحاديثه وضع السيد الرئيس العلاقة مع المواطن ومصارحته وتزويده بالمعلومة على الطاولة معتبراً ذلك من أولويات عمل الحكومة بخاصة ونحن نتطلع إلى مرحلة الإعمار وبناء إرادة الحياة والجميع يتطلع إلى المشاركة في بناء هذه الإرادة عملاً ونضالاً وهذا لا يتحقق إلا في أجواء المكاشفة والصدق والمعرفة المسبقة بالخطط والبرامج والأهداف المراد بلوغها.
جميعنا تابع الحديث الذي اتسم بصراحة متماهية مع حالة وجدانية غير مسبوقة أراد منه أن يكون محطة مفصلية في مسيرة العمل الحكومي والوطني بشكل عام. فلا تجاهل لقضايا الناس ولا حواجز للعلاقة معهم، بل تواصل يومي وحوار مباشر يضع الحكومة بصورة المتغيرات في المجتمع.
الحديث وضع الحكومة أمام واجبات ومهام كبيرة لم تعتد عليها في علاقتها مع الناس، وكم تساءلنا بريبة: لماذا لا يخرج مسؤول حكومي لتوضيح أسباب هذه المشكلة أو تلك ويعطي جرعة أمل للناس؟! العكس هو ما كان سائداً فالكل كان متروكاً نهباً لشائعات أكلت المجتمع ووسعت الهوة بين المواطن وحكومته، حتى نحن في الإعلام عانينا ولازلنا عن غياب المعلومة وغياب الشفافية في التعاطي معنا.
اليوم سقطت كل المبررات فمن حق المواطن الحصول على المعلومة الصحيحة من حكومته بما يتصل بشؤون حياته، ومن المأمول أن تبدأ مرحلة جديدة من التعاطي أساسها ورائدها وبوصلتها المواطن، ومن المأمول أيضاً أن ترسم المرحلة جهدها على الأرض بزخم أكبر وإنجاز أوسع مستفيدة من منا خات نوعية فرضتها انتصارات نوعية لقواتنا المسلحة وحلفائها. هل يتحقق ذلك: لننتظر ونتابع . .؟

إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار